تشيلسي والمدربون الطليان.. حكاية عشق لا تنتهي
توج فريق تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري المؤتمر الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه ليصبح أول ناد يتمكن من إحراز ألقاب كل البطولات التي نظمها اليويفا منذ تأسيسه، محرزاً لقبه التاسع على المستوى القاري ليقلص الفارق بينه وبين ليفربول (أكثر أندية البريميرليغ تتويجاً بالألقاب الأوروبية بـ 13 لقباً) إلى أربعة ألقاب فقط.
ويدين البلوز إلى مدربه الإيطالي إنزو ماريسكا الذي نجح في موسمه الأول بإعادة التوازن للفريق بعد أن حل سادسا في بطولة الدوري الإنجليزي الموسم الفائت، وخرج خالي الوفاض من الألقاب، من دون أن يتمكن من التأهل للعب في دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي.
وحقق ماريسكا المركز الرابع مع تشيلسي في الموسم الحالي، وتمكن من قيادته إلى لقب دوري المؤتمر الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه لينسج على نهج أسلافه الطليان الذين حققوا ألقاباً أوروبية مع البلوز.
لقبان مع جيانلوكا فيالي
منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي ارتبط نادي عاصمة الضباب بعلاقة وطيدة مع الكرة الإيطالية لتبدأ حكاية عشق أسفرت عن العديد من الألقاب والكؤوس التي لم يحققها الفريق اللندني قبل ذلك عبر تاريخه الطويل.
وكانت البداية مع المدرب الراحل جيانلوكا فيالي الذي قاد البلوز إلى ثاني ألقابهم الأوروبية على الإطلاق عام 1998، والأول منذ أن فاز بكأس الكؤوس الأوروبية مع الإنجليزي ديف ديكسون في العام 1971.
فيالي قاد البلوز إلى الفوز على شتوتغارت في المباراة النهائية لمسابقة كأس الكؤوس الأوروبية بهدف وحيد سجله مواطنه جيانفرانكو زولا في الدقيقة الـ71، وبعدها بنحو شهرين توج تشيلسي مع فيالي بلقب كأس السوبر الأوروبية على حساب ريال مدريد ليمنح البلوز لقبه الأوروبي الثالث.
لقب دوري أبطال أوروبا مع دي ماتيو
لم يكن كارلو أنشيلوتي محظوظاً على المستوى الأوروبي مع البلوز في الموسمين اللذين قضاهما مع الفريق على الرغم من أنه حقق ثلاثة ألقاب محلية من بينها لقب البريميرليغ في موسم شهد تسجيل البلوز لـ 103 أهداف في رقم قياسي بقي صامداً حتى موسم 2017-2018 عندما فاز مانشستر سيتي باللقب مع 106 أهداف.
وبينما كان تشيلسي يعاني في موسم 2011-2012 مع البرتغالي أندريه فيلاش بواش، الذي أقيل من منصبه في الرابع من مارس عام 2012 بعد سلسلة من النتائج السلبية، نجح دي ماتيو (مساعد بواش) الذي اختير كمدرب مؤقت حتى نهاية الموسم في قلب المعطيات في مباراة الإياب أمام نابولي ليفوز تشيلسي (4-1) ويواصل مشواره بإقصاء بنفيكا وبرشلونة في ربع النهائي ونصف النهائي، وليبلغ المباراة النهائية الملحمية على ملعب آليانز أرينا في ميونخ حيث أسقط عملاق بافاريا في ملعبه وأمام جماهيره، بركلات الترجيح بعد التعادل (1-1) ليفوز بأول لقب في تاريخه في مسابقة دوري الأبطال.
لقب اليوروباليغ مع ساري
في موسم 2012-2013 حقق تشيلسي خامس ألقابه الأوروبية مع الإسباني رفاييل بينيتز، وفي موسم 2016-2017 تم التعاقد مع الإيطالي أنطونيو كونتي الذي لم ينجح مع البلوز على المستوى الأوروبي، رغم أنه تمكن من قيادة الفريق إلى لقب البريميرليغ (السادس والأخير في موسم 2016-2017).
وفي موسم 2018-2019 تم التعاقد مع المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري الذي تمكن في موسمه الوحيد مع الفريق من التتويج بلقب اليوروباليغ للمرة الثانية في تاريخ الفريق، مانحاً إياه اللقب الأوروبي السادس، والثالث مع المدربين الطليان.
اللقب جاء على حساب أرسنال في المباراة النهائية التي أقيمت على الملعب الأولمبي في مدينة باكو الأذربيجانية وانتهت بنتيجة (4-1) للبلوز.
ماريسكا ينضم لكتيبة المدربين الطليان المتوجين مع تشيلسي
في موسم 2021-2022 تمكن البلوز من الفوز مع الألماني توماس توخيل بلقب دوري الأبطال ولقب السوبر الأوروبي، محققاً لقبيه السابع والثامن على المستوى القاري، وفي بداية الموسم الحالي تم تعيين الإيطالي إنزو ماريسكا الذي سار على نهج أسلافه وتمكن من قيادة الفريق إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري المؤتمر الأوروبي بعد أن تصدر مرحلة الدوري بالعلامة الكاملة محققاً ستة انتصارات متتالية.
وفي دور الـ16 فاز على كوبنهاغن الدنماركي (ذهاباً وإياباً) قبل أن يعبر من ليجيا وارسو البولندي بفوزه عليه ذهاباً (3-0) وخسارته إياباً (1-2) لتكون هذه هي الخسارة الوحيدة للفريق في المسابقة، ففي نصف النهائي تغلب على ديورغاردين السويدي بنتيجة (5-1) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، قبل أن يحقق الريمونتادا في المباراة النهائية على حساب ريال بيتيس الإسباني (4-1) بعد أن تأخر في الشوط الأول بهدف، ليقود ماريسكا فريق تشيلسي إلى اللقب الأوروبي التاسع والخامس مع مدرب إيطالي.