تشيزني "المدخن" الذي عاد من الاعتزال لقمة المجد مع برشلونة

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2025-04-29
-
آخر تعديل:
2025-05-12 11:46
تشيزني يقدم مستويات مذهلة مع برشلونة في الموسم الحالي (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يكن فويتشيك تشيزني ليصدقك لو أنك خمنت أنه سيشارك في الكلاسيكو في بداية الموسم بل وسيفوز في الكلاسيكو مرتين وسيحصل على بطولتين في أول موسم له. حيث كان قد اعتزل كرة القدم، وانتقل إلى ماربيا في جنوب إسبانيا مسترخيًا على شواطئ كوستا ديل سول، وكان أكثر اهتماماته هو تحسين مستواه في رياضة الجولف.

الحارس البولندي، الذي احتفل بعيد ميلاده الـ35 في وقت سابق من الشهر الحالي، كان قد نسي كرة القدم وأعلن اعتزاله، بعد أن دفع بضعة ملايين مُسددًا بذلك ديون يوفنتوس، واعتزل الرياضة التي فاقت فيها إنجازاته "حتى أحلامه الجامحة" كما يقول.

"جسدي ما يزال قادرًا، لكن قلبي لم يعد موجودًا".. كانت هذه تصريحات الحارس البولندي فويتشيك تشيزني عندما قرر الرحيل عن نادي يوفنتوس بعد 7 مواسم دافع فيها عن مرماه، حيث قرر اعتزال كرة القدم، مبررًا أن شغفه تجاه اللعبة قد انتهى.

لكن تشيزني تلقى اتصالاً غير مجرى حياته من برشلونة، عرضوا عليه الانضمام للنادي لتعويض تير شتيغن المصاب، وكان الوسيط هو مواطنه وهداف برشلونة روبرت ليفاندوفسكي. كانت إجابته بنعم فورًا، ومن هنا بدأت القصة. انسجمَ الحارس البولندي بسلاسة مع الفريق وأصبح لاعبًا أساسيًا في التشكيلة الأساسية بسرعة.

بعد فوزه بلقبه الثاني مع برشلونة بفوزه على ريال مدريد بنتيجة 3-2 في نهائي كأس الملك - لم يستطع مقاومة إطلاق نكتة لكنها كانت معُبرة للغاية حين قال: "حذرني الناس من الحياة بعد اعتزال كرة القدم... لا أعتقد أنها سيئة لهذه الدرجة. تصبحون على خير".

اليوم، ينبض قلب البولندي الكبير بسرعة أكبر، ففريقه يتصدر الدوري الإسباني وكسب الكأس وقبلها كسب السوبر، وينافس في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، أي أنه جاء من الاعتزال للمنافسة على الثلاثية التاريخية. لذلك باختصار هو قصة الموسم، وربما قد تكون أغرب قصة للاعب في تاريخ كرة القدم، تجاوز اللعبة وعاد إليها من الباب الكبير ليصنع مجدًا لم يصنعه في مسيرته قبل إعلان الاعتزال الذي تراجع عنه لاحقًا.

"كل هذا يمثل تحديًا جديدًا لي لأنني كنت قد اعتزلت اللعب بالفعل - لا أشعر بأنني الأصغر سنًا! الانضمام إلى نادٍ كبير كهذا بتشكيلة لاعبين شباب أمر لم أختبره من قبل. أحاول المساعدة قدر استطاعتي بنضجي وخبرتي" - تشيزني

كيف تترجم الأرقام براعة تشيزني

خاض الحارس هذا الموسم 26 مباراة مع برشلونة وخرج بشباك نظيفة في نصفها (13 مباراة) بنسبة 50%، واستقبل 26 هدفًا بمعدل هدف في كل مباراة، لكن هذه ليست القصة كاملة، ففي الحقيقة كان من المفترض حسب الأهداف المتوقعة ضده أن يستقبل 28.2 هدف أي أنه منع أكثر من هدفين.

أرقام تشيزني هذا الموسم في كل البطولات
الإحصائيةالرقم
المباريات26
شباك نظيفة13
تسديدات على مرماه84
إنقاذات60
أهداف مستقبلة26
نسبة نجاح التصديات69%
دقة التمرير85%
فويتشيك تشيزني في مباراة فرنسا وبولندا في دور الـ16 بكأس العالم قطر في اللقاء الذي يُقام على ملعب الثمامة، في قطر بتاريخ اليوم 4 -12-2022 غيتي ون ون win-win getty

هذا الأمر يعود لطريقة الدفاع بالنسبة لفليك، لكن الأرقام تشير لبراعة الحارس البولندي في أكثر من ناحية، فقد تصدى لـ60 محاولة من الخصم، 17 منها من داخل منطقة الجزاء، ويخدم هوية برشلونة بقدرته على اللعب بالقدم والخروج بالكرات، حيث وصلت دقة تمريراته إلى 85%.

أزمة حقيقية أكبر من التدخين والاعتزال

الحارس البولندي يمكن وصفه بحالة يجب دراستها، فهو معروف أنه مدخن، حتى عندما صعد لمنصة التتويج بكأس الملك في إشبيلية بعد التفوق على ريال مدريد، مازحه رئيس برشلونة خوان لابورتا بإشارة التدخين.

ويقول عن هذه العادة: "هناك أمور في مشواري مع كرة القدم، من الأفضل عدم تقليدها، أحيانا لا أكون قدوة حسنة، لكنني أحاول أن أكون أفضل نسخة من نفسي. بالنسبة للتدخين، فأرجوكم لا تتبعوني ولا تفعلوا ذلك، لقد خسرت تلك المعركة، إنها عادة سيئة اكتسبتها عندما كنت طفلا، ولا أستطيع التغلب عليها، لذا أقول لكل من يشاهدني لا تقلدوني".

"أنا مجرد حارس مرمى، ويجب أن أكون صريحا ولا أكذب، فأنا جاهز للرد على أي سؤال بكل صدق، لكن هناك أمور لا أفضل الحديث عنها خاصة موضوع التدخين. هذه عادة سيئة" - تشيزني

لكن الأزمة لم تكن في التدخين أو حتى استعادة لياقة المباريات بعد الاعتزال. لكن كانت في طريقة حارس أرسنال ويوفنتوس السابق ومدى ملاءمته لأسلوب لعب المدرب الألماني هانز فليك القائم على الدفاع المتقدم ومصيدة التسلل، الذي يتطلب أحيانًا أن يقوم الحارس بدور الليبرو ويخرج من مرماه لقطع تمريرات الخصم.

عندما اختير حارس أساسي على حساب إيناكي بينيا، ساد الذعر لأن بعض التحليلات أشارت إلى أن الحارس البولندي لا يحب اللعب خلف دفاع متقدم، وهو ليس معجبًا بدور الحارس "الليبرو" الذي يخرج من مرماه لإحباط هجمات الخصم.

وبالفعل، تعرض الحارس للطرد في نهائي كأس السوبر الإسباني (بعد خروجه المتأخر من مرماه لاعتراض تمريرة كيليان مبابي)، ثم قدّم أداءً متذبذبًا في مباراة بنفيكا في دوري الأبطال، التي انتهت بفوز برشلونة 5-4. كان ذلك بفضل أداء كروي خارقٍ من الفريق الكتالوني، ولكن ليس من تشيزني الذي دخل في اصطدام بمنتصف الملعب بينه وزميله أليخاندرو بالدي (الذي كلف الفريق هدفًا)، أو ركلة الجزاء التي تسبب فيها من دون داعٍ وسجلها بنفيكا.

لكنه بمرور الوقت تعلم كيف يتعامل مع أفكار فليك، وهنا الجزء الآخر المنسي من قصة تشيزني، فهو لم ينجح في استعادة لياقة المباريات فقط وعاد من الاعتزال في أفضل صورة، بل عرف أيضًا كيف يتأقلم مع أفكار المدرب الألماني.

برشلونة كان يمثل لتشيزني مصدر خيبة أمل قبل انضمامه إليه. كانت أول مباراة له في دوري أبطال أوروبا ضد برشلونة بقيادة بيب غوارديولا في لندن، التي فاز بها أرسنال بنتيجة 2-1. لكن في كامب نو، في الدقيقة 17، تعرض لخلع في إصبعه في أثناء محاولته التصدّي لتسديدة داني ألفيس، وخرج مصابًا.

بعد أربع سنوات، برفقة مدافع الريال الحالي أنطونيو روديغر، وكلاهما يرتديان ألوان روما، استقبل تشيزني ستة أهداف في هزيمة ساحقة في دوري أبطال أوروبا أمام الثلاثي ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار.

شارك: