تحليل | هل يضمن فليك فوز برشلونة في دورتموند؟ وعودة بلا معنى من الاعتزال!
سقط برشلونة بقيادة مدربه الألماني هانز فليك في فخ مضيفه ريال بيتيس، وذلك بعدما اكتفى بالتعادل أمامه بهدفين في كل شبكة، في المباراة التي احتضنها ملعب "بينيتو فيامارين" ضمن الجولة السابعة عشرة من الدوري الإسباني.
خسر البارسا تقدمه مرتين بعدما سجل روبرت ليفاندوفسكي الهدف الافتتاحي في الدقيقة (39) قبل أن يُعادل جيوفاني لو سيلسو لبيتيس من علامة الجزاء في الدقيقة (68)، لكن البلوغرانا استعاد التقدم بهدف فيران توريس في الدقيقة (82) بيد أن أصحاب الأرض تمكنوا من إدراك التعادل بهدف قاتل في الدقيقة (90+4) عبر أساني دياو.
بينيا بطل شوط أول مُغلق!
كان من الممكن أن تتخذ المباراة منحنى آخر تمامًا لو سجل عبد الصمد الزلزولي فرصة سهلة جدًا أتيحت له في الدقيقة الرابعة، لكن حارس مرمى برشلونة إينياكي بينيا تصدى لانفراد الدولي المغربي ونجح في الإبقاء على التعادل قائمًا.
الشوط الأول كان مُغلقًا نسبيًا، حاول فيه المدير الفني لبيتيس بيليغريني الضغط بطريقة 4/2/4، عبر محاولة تجريد برشلونة من بنائه الجيد للكرة ورقابة بيدري ومارك كاسادو معتمدًا على قوة ظهيريه يوسف سبالي ورومان بيرو في إغلاق المنافذ أمام أليخاندرو بالدي ولامين يامال.
ومع لمسة من العنف لا تخطئها العين، خاصة من جانب تشيمي أفيلا، كانت الأمور صعبة على الفريق الضيف في اختراق الدفاعات الخضراء، لكن مع الوقت وعبر مداورة مستمرة للكرة من جانب لاعبي البارسا بدأت بعض المساحات في الظهور على الأطراف.
ومع فشل بالدي في استغلال إحدى تلك الكرات، كان جول كوندي على الجانب الآخر ينسل إلى المساحة مستغلًا تناقلًا سريعًا مميزًا للكرة ليرسلها عرضية إلى ليفاندوفسكي، الذي وضعها في المرمى الذي كاد أن يستقبل هدفًا آخر عبر لامين يامال لكن كرته مرت جوار القائم.
فليك يفكر في دوري الأبطال
ضاعف ريال بيتيس من ضغطه وتمكن بينيا من فرض اسمه واضحًا بعدما تصدى لكرتين خطيرتين من أصحاب الأرض ليزيد من ندم فيوتشيك تشيزني على العودة من الاعتزال، حتى قرر فليك أن دوري الأبطال أهم من الليغا في الوقت الحالي، فبدأ في إخراج أهم عناصره كما حدث مع رافينيا وداني أولمو ليستبدلهما بفيران توريس وفرينكي دي يونغ، الذي ارتكب خطأ داخل منطقة الجزاء بعد 4 دقائق من مشاركته عبر ضرب متكرر لمصيدة التسلل وكأن فليك لا يتعلم أبدًا.
السؤال الذي يفرض نفسه في الوقت الحالي هو هل يعيش برشلونة حالة من القلق على مستقبله في دوري الأبطال؟ وهل يتعين على الفريق فعلًا الفوز في دورتموند ولا شيء غيره؟ أم أن الحفاظ على صدارة الليغا أمر أكثر ضرورة في الوقت الحالي؟ ومن يضمن أصلًا أن يفوز البارسا في ألمانيا إن أراح بعض عناصره في إشبيلية دون أن يضمن النتيجة؟ أسئلة لا إجابة لها.
بيليغريني يُخطئ ويامال ينفجر
بعدما سجل ريال بيتيس انفجر لامين يامال بأتم معاني الكلمة بعدما أصبح أخطر لاعب داخل الملعب بفارق كبير عن أي لاعب آخر. تزامن ذلك مع قرار مدرب بيتيس بيليغريني بإخراج ظهيره الأيسر النشيط بيرو وإشراك أيتو رويبال الذي يلعب غالبًا كجناح أيمن، لكن المهندس التشيلي أشرك رويبال كظهير أيسر لينقل يوسف سبالي إلى اليسار.
كان هذا التبديل أحد أسباب زيادة انفجار يامال الذي بات مرعبًا ويشكل خطورة على مرمى بيتيس في كل مرة تصله الكرة، كما حصل على الكثير من الأخطاء في منتصف ملعب بيتيس الذي كاد أن يتلقى هدفًا مارادونيًا من يامال، لولا تدخل من فيران توريس المتسلل ليفسد رحلة يامال مع أول أهدافه "الميسّاوية!".
لكن يامال لم يعبأ بجهود توريس ليمنحه هدية جديدة أظهرت الإعادة التليفزيونية صحة موقف توريس ليسجل الأخير هدف التقدم بعدما تحول لمهاجم برشلونة ضمن عملية فليك المتواصلة في إراحة عناصره لمباراة دورتموند بعدما أخرج ليفاندوفسكي وأشرك باو فيكتور، فيما كان بيليغريني يُشرك إيسكو وأساني دياو كحلول جديدة لفريقه.
هدف قاتل
مع ظهور خطورة أساني دياو كان فليك يُشرك هيكتور فورت بدلًا من بالدي المتواضع، لكن هذا لم يكن كافيًا بعدما استقبل برشلونة هدفًا يثير الكثير من التحفظات على أداء الدفاع ليس في مصيدة التسلل هذه المرة.
فإن يتلقى البارسا هدفًا من كرة عرضية مكشوفة ومتوقعة في توقيت قاتل كهذا هو أمر صادم لجماهيره، خاصة مع ملاحظة ابتعاد إنييغو مارتينيز بشكل مبالغ فيه عن أساني دياو لحظة لعب العرضية مُفسحًا المجال لجناح بيتيس الشاب ليضع الكرة مستحيلة على بينيا الذي كان أكبر الخاسرين جراء هذا التعادل.
التعثر يمنح المنافسين فرصة الضغط أكثر على برشلونة، خاصةً أنه حتى في الوقت الذي كان ريال مدريد يتعثر أمام بيلباو ومرشح للتعثر مجددًا أمام جيرونا، فإن أتلتيكو مدريد لم يعد بعيدًا هو الآخر وليس مرشحًا للتعثر أمام إشبيلية!