تحليل.. كيف فاز الأهلي على الزمالك في نهائي القرن

2021-06-08 09:01
الأهلي حقق الفوز على الزمالك وتوج بلقبه التاسع في دوري أبطال إفريقيا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حسم الأهلي المصري "نهائي القرن" لصالحه، وهزم مواطنه الزمالك، بواقع هدفين لواحد، ليتوج المارد الأحمر بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم للمرة التاسعة في تاريخه.


ونجح الأهلي في بداية المباراة وإنهائها بطريقةٍ مميزة، كما أظهر صلابةً دفاعية خلال فتراتٍ طويلة من عمر اللقاء الذي أقيم الجمعة على أرضية ملعب "استاد القاهرة الدولي"، خلف أبوابٍ مؤصدة، وفي مدرجاتٍ خالية من الجماهير.


وتمكن مدربا الفريقين من تعويض الغيابات القسرية الأخيرة الناتجة عن تعرض مجموعة من اللاعبين للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وعرفت المباراة سجالا واضحا وندية كبيرة بين الطرفين، وقد حسمت بفضل هدفٍ سجل قرب نهاية الوقت الأصلي بقليل.


واستفاد البرتغالي جايمي باتشيكو، المدير الفني للزمالك، من عمقٍ كبيرٍ في القائمة، وزج بإسلام جابر أساسيا في مركز الظهير الأيسر تعويضا لغياب كل من محمد عبد الشافي وعبد الله جمعة، كما أقدم المدرب الأسبق للشباب السعودي على إشراك القائد وصانع اللعب محمود عبد الرازق "شيكابالا"، منذ صافرة البداية، ووضع محمد عبد الغني كثانٍ بقلب الدفاع، رفقة محمود علاء.


وفضل باتشيكو أن يخوض الزمالك مباراة القمة بنهجه التكتيكي المعتاد "4-2-3-1"، وهي الطريقة التي تمنح أبناء ميت عقبة توازنا كبيرا بين الشقين الدفاعي والهجومي، مع إجادة ثنائي الوسط، المؤلف من طارق حامد والتونسي فرجاني ساسي، في الربط السريع والفعال بين خطوط الملعب كافة.


في المقابل، بدا الأهلي كتابا مفتوحا، عندما أعلن الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني للفريق الأحمر، التشكيلة الأساسية المنوط بها خوض اللقاء، والتي أكدت استمرار المدرب في التعويل على خطة بعينها "4-2-3-1"، ودون أي تغيير على مستوى أفرادها.


لقد اضطر موسيماني لاستبدال متوسط الميدان المالي أليو ديانغ، المصاب بفيروس كورونا، بنظيره حمدي فتحي، وخلافا لذلك، وضع التقني ثقته كاملةً في مجموعة لاعبيه الأساسيين، الذين أنهوا موسم الدوري المصري الممتاز بالمركز الأول، وتأهلوا مؤخرا للدور نصف النهائي في كأس مصر.


ويبني موسيماني خطته على الانتشار الصحيح للاعبين ومحاولة بناء اللعب من الخلف إلى الأمام، مع الاستفادة من مقوماتٍ كبيرة يملكها الفريق في عمق الوسط المهاجم، عبر انطلاقات أي من عمرو السولية وحمدي فتحي لخلق كثافة هجومية، رفقة كل من صانع اللعب محمد مجدي "أفشة"، ثنائي الجناح (حسين الشحات وجونيور أجاي) والمهاجم الصريح مروان محسن.


وبدأ الأهلي المباراة بقوةٍ كبيرة، محاولا تسجيل هدف مبكر، على غرار ما حدث في مباراتيه الأخيرتين بالبطولة الإفريقية، ضد الوداد البيضاوي المغربي، وقد حقق الفريق مبتغاه عبر رأسيةٍ قوية للاعب الوسط عمرو السولية، مستفيدا من ركنية مقننة نفذها محمد مجدي "أفشة".


وطور موسيماني كثيرا من طريقة تنفيذ لاعبي الأهلي للركلات الركنية، وقد سجل مدافعه ياسر إبراهيم هدفا مشابها في شباك الوداد المغربي في إياب الدور نصف النهائي لدوري الأبطال.


وأظهر الأهلي تحفظا دفاعيا كبيرا عقب الهدف المبكر للسولية، وقوبل هذا الأمر من جانب لاعبي الزمالك بضغط، تزايد مع مرور الوقت، حتى تحول لما يشبه الحصار، وسط عجز تام من الشياطين الحمر الذين اكتفوا بإبعاد الكرات عن مناطق الخطورة.


ولم يجد الأهلي المعضلة في إيجاد الكثافة العددية بالمناطق الخلفية، مع تأدية ثنائي الوسط والجناح جونيور أجاي لمهام دفاعيةٍ مستمرة، غير أن ذلك لم يكن كافيا للاحتفاظ بالتقدم لما بعد النصف ساعة الأول، مع إخفاقٍ متواصل في تنفيذ الهجمات المضادة السريعة واستغلال المساحات في دفاعات فريق الزمالك.


في المقابل، أظهر الزمالك شراسة هجومية كبيرة، وأصدر المدرب باتشيكو تعليمات بنقل شيكابالا إلى الجانب الأيمن، ومن عمل فردي للأباتشي، كما يلقب، نجح صاحب 34 عاما في تسجيل هدف، يصنف ضمن الأفضل في تاريخ المباريات النهائية لدوري الأبطال.


وواصل الزمالك عمله الهجومي الدؤوب أمام تراجع غير مبرر للأهلي، الذي اكتفى بمحاولة تمرير الدقائق؛ أملا في إنهاء الشوط الأول، دون استقبال شباكه هدفا جديدا.


وبدأ الزمالك الحصة الثانية بقوة إنهائه للشوط الأول، ومع ذلك، أخفق لاعبو "الأبيض" في استثمار ذلك التفوق وتحويله إلى فرص مهيأة للتسجيل.. وهنا أخذ الأهلي في العودة تدريجيا لأجواء المباراة ونجح في صناعة بعض الهجمات، مع تحسن في مستوى ومردود الظهير الأيمن محمد هاني والظهير الأيسر علي معلول، إلى جانب إشراك الجناح الأنغولي السريع جيرالدو دا كوستا، بدلا عن أجاي "غير المقنع".


ومع استبدال شيكابالا، بعد تعرضه للإصابة، وزج المدرب باتشيكو بالكونغولي كابونغو كاسونغو في مركز الجناح الأيسر، تعامل لاعبو الوسط والمدافعون في تشكيلة الأهلي بأريحيةٍ أكبر، وقلل الأمر من خطورة هجمات الزمالك، الذي اكتفى بمحاولات للاستفادة من سرعة ومهارات المغربي أشرف بن شرقي وأحمد سيد "زيزو".


واستعاد الأهلي شيئا من إيقاعه المنضبط، ونجح لاعبوه في امتلاك الكرة بمناطق متقدمة بوسط ملعب الزمالك، الذي تلقت شباكه هدفا "رائعا" من تسديدةٍ قوية لمحمد مجدي "أفشة"، قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بـ 4 دقائق فقط.


وتعامل الأهلي بذكاء كبير خلال الدقائق القليلة المتبقية، ونجح موسيماني في تكوين ستارةٍ دفاعية صلبة، مع إقحامه المدافع رامي ربيعة بدلا عن أفشة، أمام محاولات لعودة متأخرة من الزمالك، الذي راقب لاعبوه حكم الساحة، الجزائري مصطفى غربال، وهو يطلق صافرة النهاية، معلنا الأهلي بطلا للقارة السمراء.

شارك: