تحليل | ثنائية جديدة في ريال مدريد تضع فينيسيوس في مهب الريح
ضمن ريال مدريد بقاء الفارق مع برشلونة متصدر الليغا عند أربع نقاط قبل الكلاسيكو الأسبوع المقبل وقبل 4 جولات على نهاية البطولة، بعد فوزه على سيلتا فيغو بنتيجة 3-2، بفضل هدفين من كيليان مبابي وهدف من أردا غولر.
كان هذا الفوز هو الفوز رقم 100 في الدوري الإسباني للمدرب كارلو أنشيلوتي مديراً فنياً للريال، كما حافظ الفريق على سجله خاليًا من الهزائم في 22 مباراة بالمسابقة ضد سيلتا فيغو، محققًا 20 فوزًا وتعادلين.
قبل هذه المباراة، لم يخسر الفريق الملكي أمام سيلتا فيغو في 21 مباراة متتالية في الدوري الإسباني، وهو أطول سجل لريال مدريد أمام أي خصم، وصل هذا السجل الآن إلى 22 مباراة، وقد انتهت 20 مباراة من تلك المباريات الـ22 بفوز ريال مدريد، وتعادلين، وسجل الملكي في جميع اللقاءات الـ22 بمعدل 3.2 أهداف في المباراة.
مرّ ما يقرب من عقدين منذ فوز سيلتا فيغو في البرنابيو، والذي تحقق في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 بقيادة فابيو كابيلو، هذه المرة، زار سيلتا فيغو وهو في المركز السابع في الدوري الإسباني، ساعيًا للتأهل الأوروبي، وكان أداؤه جيدًا في الأسابيع الأخيرة. ولم يكن خصم الفريق سهلاً، لكن ريال مدريد نجح في مهمته وواصل سلسلة انتصاراته.
ثنائية مبابي وغولر تتبلور أكثر
مع تواضع مستوى الجناحين البرازيليين رودريغو غوس وفينيسيوس جونيور في الآونة الأخيرة، تعاون لاعب الوسط التركي أردا غولر وكيليان مبابي لإنقاذ فريق كارلو أنشيلوتي في المنافسة على اللقب بأداء مميز للثنائي في الآونة الأخيرة.
كان أداء غولر من أبرز اللمحات الإيجابية في الأسابيع الأخيرة ورغم أنه كان يتألق في عمق الملعب، لكنه اليوم لعب على الطرف الأيمن مع الميلان لعمق الملعب حسب الحاجة، وقد تألق في هذا الدور وسجل هدفًا وصنع آخر، وبدا اللاعب الوحيد القادر على إحداث التغيير أمام سيلتا، ليكلل جهوده بهدف وتمريرة حاسمة.
بتسجيله الهدف الأول بتسديدة جريئة من زاوية واسعة (بنسبة 0.02 هدف متوقع فقط)، أضفى نكهة خاصة على مباراة بدت تفتقر إلى الإلهام، ثم أسهم في صناعة الفرص لمبابي، حيث صنع فرصًا أكثر من أي لاعب آخر في الملعب بواقع أربع فرص.
هذا الدور الجديد في حركة "ميسي التركي" يعطي نتائج جيدة في حركته من الجناح للداخل ويسمح بإظهار قدراته في التعامل مع الكرة وحركته الذكية. لم تظهر ما قيل عن أي علامات ضعف دفاعي أو مشاكل في اللياقة البدنية للاعب، وهنا يطرح السؤال: لماذا انتظر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كل هذا الوقت لمنحه الفرصة كاملة؟!
ثنائية غولر ومبابي كانت مميزة للغاية، وبالحديث عن الفرنسي فقد سجل هدفين وضغط عند الحاجة ودافع بشكل جيد في الدقائق الأخيرة، ليبصم على مباراة أخرى في موسم أول جيد للغاية منه.
فبعد بداية صعبة مع الريال وكونه يلعب لأول مرة بشكل دائم كمهاجم صريح، أثبت مبابي جدارته، فقد سجل 24 هدفًا في 30 مباراة في الدوري الإسباني هذا الموسم. فقط كريستيانو رونالدو في موسم 2009-2010 (26) ورود فان نيستلروي في موسم 2006-2007 (25) سجلا أهدافاً أكثر منه في موسمهما الأول مع ريال مدريد في المسابقة في القرن الحادي والعشرين.
لدى المهاجم الفرنسي الدولي الآن 36 هدفًا في جميع المسابقات، وهو على بُعد هدف واحد من الرقم القياسي الذي سجله إيفان زامورانو، وهو 37 هدفًا للاعب مدريدي في موسمه الأول مع النادي.
تألق مبابي وغولر جاء في وقت ظهر فيه الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور بأسوأ مستوى له في المباراة، صحيح أنه قام ببعض الانطلاقات المميزة، لكن تصرفه أمام المرمى كان سيئًا للغاية مهدرًا عديد الفرص بكل رعونة وعدم الدقة في التسديد.
هناك رقم مميز آخر تحقق في مباراة سيلتا فيغو، حيث سجل ريال مدريد في 32 من أصل 34 مباراة، وهو رقم لم يحققه أي فريق آخر في الدوري الإسباني هذا الموسم.
معاناة ريال مدريد من دفاع "مرقع"
عانى ريال مدريد من إيجاد تركيبة دفاعية مناسبة، حيث لم يشارك كل من داني كارفاخال وإيدير ميليتاو وأنطونيو روديغر ودافيد ألابا وفيرلاند ميندي في هذه المباراة، ويُعتبرون بلا شك أقوى خمسة مدافعين في ريال مدريد.
وبالتالي شهدت التشكيلة الأساسية للميرنغي وجود لوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن، وعاد لاعب الوسط أوريلين تشواميني إلى قلب الدفاع إلى جانب راؤول أسينسيو، وشارك فيران غارسيا على الجهة اليسرى.
اعتمد سيلتا فيغو على استهداف ريال مدريد بتمريرات طويلة ومباشرة عبر خط الوسط، ساعيًا إلى خداع راؤول أسينسيو تحديدًا، مع ركض بورخا إغليسياس خلفه، وقد تصدى تيبو كورتوا لبعض الفرص الخطيرة، لكن العديد منها كان نتيجة انحرافات ناجحة أو هجمات مرتدة سريعة لم يستطع ريال مدريد منعها.
تألق الثنائي أسينسيو وتشواميني في قلب الدفاع، قدّم فاسكيز وغارسيا ما عليهما، لكن الأمور ساءت بعد أن اختار أنشيلوتي إشراك جاكوبو رامون لأول مرة في الدوري الإسباني في الدقيقة (67)، أدى سوء أداء الدفاع إلى فقدان ريال مدريد السيطرة على المباراة في الدقائق العشرين الأخيرة، حيث أخطأ فاسكيز في تشتيت الكرة من على خط المرمى، وسجّل سيلتا هدفين، وبالتالي كان الدرس المستفاد ضرورة عدم إجراء أي تغييرات على دفاع "مُرقع" بالفعل.