تحليل | تفاصيل دقيقة قادت منتخب الإمارات للفوز على العنابي
قلب منتخب الإمارات الطاولة على نظيره القطري وذلك بعدما حول تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى فوزٍ بثلاثة أهداف لهدف في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب أحمد بن علي بالعاصمة القطرية الدوحة ضمن مباريات الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقام بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
لعب المنتخب القطري بعدة خطط في مباراة اليوم بين 3/5/1/1 و4/1/4/1 مع مرونة واضحة لأكثر من لاعب في التمركز بحسب سير اللعب سواء في الوضعية الدفاعية أو الهجومية.
مغيّر الخطط رد الدين لمدربه
لكن أكثر من كان له دور في تغيير تلك الخطط باستمرار كان لاعب وسط العنابي إبراهيم الحسن، ذلك الشاب الصغير الذي لم يكمل عامه التاسع عشر والذي منحه مدربه الفرصة ليرد له الدين بتسجيل هدف جميل.
تحرك الحسن للأمام كان مفاجئًا للضيوف في أكثر من مرة واستغلاله للمساحات الشاغرة نتيجة لعدم الرقابة الجيدة من الإماراتيين كان فرصة ليُظهر قدراته التي نجح في ترجمتها إلى هدف جميل بعدما انسل إلى داخل منطقة الجزاء ليفتتح النتيجة لأصحاب الأرض.
بخلاف ذلك كانت أهم ملامح خطورة منتخب قطر الذي سيطر على مجريات الشوط الأول هي في العرضيات سواء من الكرات الثابتة أو المتحركة ومن إحداها كاد جاسم جابر أن يسجل هدف الافتتاح بفضل عرضية رائعة من أكرم عفيف.
الغريزة الأساسية حرّكت المباراة
هناك عدة أمور تحرك الإنسان وقد يختلف كثيرون عن الغريزة الأساسية التي تحركه، لكن لا معنى لأي من هذا دون عدم استيفاء الغريزة الأساسية الرئيسية وهي الخوف، فلا يمكنك فعل شيء تقريبًا وأنت خائف.
الغريزة الأساسية هي ما حركت تلك المباراة بشكل أساسي. الإمارات تخشى الخسارة بوضوح في الشوط الأول وتدافع لغالبية الوقت فينسى اللاعبون أي شيء آخر سوى التراجع دفاعًا عن مرماهم مع محاولة فردية من يحيى الغساني على الجانب الأيسر.
وعندما تقدمت قطر وأنهت الشوط الأول لصالحها، بدا وأن نفس الغريزة قد أثرت بوضوح على العنابي، فتراجع لاعبوه دفاعًا عن تقدمهم لنشاهد مباراة أخرى تمامًا غير تلك التي كانت تُلعب ويشعر الجميع فيها بأن قطر مُقبلة على انتصار سهل.
تمكنت الإمارات من معرفة من أين تُؤكل الكتف، فصحيح أن خطة قطر 3/5/1/1 تبدو كثيفة العدد في الخطوط الخلفية، إلا أن أكثر من مركز كان به مشاكل، ليجد الإماراتيون ضالتهم في تضارب حدث بين لوكاس مينديز ومحمد وعد، استغله حارب عبد الله بمهارة عالية بعدما مهد الكرة بشكل جميل وسددها بشكل أجمل مسجلًا هدف التعادل الذي ألمح مخرج المباراة إلى أن بدايته جاءت من تسلل تجاهله الفار.
أما الجزء الثاني فقد كان في ضعف عمق وسط قطر بشكل واضح، ففي أكثر من لقطة كان منتخب الإمارات يمرر بشكل سهل في قلب الملعب دون مضايقة كبيرة من لاعبي العنابي، قبل أن يتعاظم هذا التأثير بقوة في لقطة الهدف الثاني الذي تلقى فيه خالد الظنحاني الكرة في عمق الوسط القطري الذي فشل في الارتداد سريعًا ليسجل الهدف الثاني.
قرار مثير للجدل قبل ثالث أهداف منتخب الإمارات
الإثارة بدأت منذ هدف تعادل منتخب الإمارات الذي جعل قطر تتخلى عن حذرها، لكن الإثارة الكبرى كانت بعد الهدف الثاني للضيوف الذي حولها لمباراة أسرع وأجرأ، لتصل المباراة للذروة في لقطة احتسب فيها حكم المباراة الأسترالي ركلة جزاء لصالح قطر.
أعاد الفار الحكم لمراجعة الكرة التي ظهر فيها شكوى الإماراتيون من إمكانية وجود خطأ لصالحهم، بينما اهتم الحكم أكثر بلقطة الجزاء نفسها التي لمست فيها الكرة يد يحيى نادر، لكن الحكم وافق الفار في أن اليد المساندة هي التي لمست الكرة، بينما بدا وأن يد نادر المساندة كانت قد فقدت صفتها في كونها يدا مساندة بعدما رفعها نادر من الأرض وحركها باتجاه الكرة حتى ولو كانت دون قصد، وليس صحيحًا أن حكم المباراة قد احتسب الخطأ الذي سبقها لأنه أشار بإسقاط الكرة وليس باحتساب ركلة حرة للضيوف.
فقد القطريون بوصلة المرمى بعد ذلك ولم يصنعوا خطورة تقريبًا، بل تمكن الإماراتيون من تسجيل الهدف الثالث بعد قطع ممتاز للكرة في وسط ملعب العنابي ليضع علي صالح البصمة الأخيرة بهدف رائع بعدما سدد بيسراه في الزاوية المُغلقة ليُسقِط منتخب الإمارات مضيفه بطل آسيا على أرضه، ما يجعل العنابي مطالبًا بالتعويض في قادم المشوار.