تألق جديد للمدربين التونسيين في أفريقيا

2023-03-21 00:16
أرشيفية- التونسي منذر الكبير مدرب الرجاء الرياضي المغربي (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حقق مدربو كرة القدم التونسيون، خلال هذا الموسم، نجاحًا ملحوظًا على الصعيد الأفريقي بقيادتهم لثلاثة أندية إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا، إضافة إلى بلوغ نادٍ رابع الدور ربع النهائي لكأس الكونفدرالية الأفريقية. 

ففي دوري الأبطال، تأهل إلى الربع النهائي الرجاء البيضاوي المغربي بإشراف مدربه منذر الكبير، والترجي الرياضي التونسي بقيادة نبيل معلول، وشباب بلوزداد الجزائري بقيادة نبيل الكوكي، إضافةً إلى بلوغ فريق يانغ أفريكانز التنزاني الدور ربع النهائي لكأس الكونفدرالية الأفريقية بإشراف المدرب نصر الدين نابي (الذي سبق له أن درب نادي المريخ السوداني).

حضور هؤلاء المدربين الأربعة في المنافسات المقبلة المؤهلة إلى الأدوار نصف النهائية للبطولتين الأفريقيتين، يكرس نجاح مسيرة مدرسة التدريب التونسية أفريقياً -وعربياً أيضاً- والتي انطلقت منذ ستينيات القرن الماضي.

فقد كان المدرب واللاعب الدولي الراحل حمادي هنية أول من خاض تجربة التدريب خارج تونس وأشرف على تمرين نادي بلعباس الجزائري ما بين 1965 و1969، ثم انتقل حميد الذيب إلى تدريب أندية في كل من الإمارات والسعودية من عام 1976 إلى عام 1979.

يتلقى الفنيون التونسيون تدريبًا وتكوينًا جيدين في المدارس التأهيلية في تونس وخارجها. ويشارك الفنيون، سواء أكانوا لاعبين قدامى أم من خريجي المدارس والمعاهد العليا للرياضة، في دورات تدريبية تحت إشراف الرابطة (الاتحاد) التونسية لكرة القدم وفي دورات خارجية وعمليات تأهيلية مع أندية كبيرة في عدد من البلدان الأوروبية وعلى رأسها فرنسا. وهكذا يكتسب المدربون المزيد من الخبرة والنضج الفني والتكتيكي والثقة بالنفس في تدريب الفريق وإدارته. 

يقف المستوى الجيد للتدريب والتكوين (بما فيه العلمي) الذي يتلقاه الفنيون التونسيون وراء حضورهم المميز في الدوريات الأفريقية، خاصةً الجزائرية منها والمغربية والليبية والمصرية، (وكذلك وبشكل لافت في الدوريات الخليجية، وأيضًا في بعض الدوريات الأوروبية).

وقد أنجبت مدرسة التدريب التونسية مدربين عالميين أسهموا بقدر كبير في "الترويج" لزملائهم، نذكر منهم أولئك الذين قادوا منتخب تونس إلى نهائيات المونديال؛ وهم على التوالي عبد المجيد الشتالي (مونديال الأرجنتين عام 1978)، وعمار السويح (كوريا الجنوبية واليابان عام 2002)، ونبيل معلول (روسيا عام 2018)، وجلال القادري (مونديال قطر 2022)، فيما قاد سامي الطرابلسي منتخب بلاده للفوز ببطولة أمم أفريقيا للمحليين (الشان) في السودان عام 2011، وحقق نجاحات جيدة مع نادي السيلية القطري منذ إشرافه عليه عام 2013.

كما أشرف ثلة من المدربين التونسيين منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي على عدد من المنتخبات العربية، أولهم منصف المليتي الذي درب منتخب عُمان، ودرَّب فوزي البنزرتي منتخب ليبيا مرتين، ودرب نبيل معلول منتخبي سوريا والكويت، ومكرم دبوب منتخب فلسطين، ونور الدين الغرسلي منتخب جيبوتي.

المثابرة والاستمرارية والتحصيل العلمي المتواصل واكتساب المزيد من المهارات وتراكم الخبرات هي مفتاح النجاح وسره، وأملنا كبير في أن يفتح التألق الجديد لهؤلاء المدربين التونسيين الأربعة مع الأندية الأفريقية في هذا الموسم آفاقًا أرحب أمام زملائهم العرب؛ لتحقيق نجاحات جديدة محليًا وإقليميًا وعالميًا.

شارك: