بيتكوفيتش يقتل المنافسة ويثير مخاوف جماهير منتخب الجزائر قبل الكان
أثار المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الاستياء أكثر من أي مرة سابقة منذ أول معسكر له مع المنتخب الجزائري شهر مارس/ أذار 2024، حيث تلقى انتقادات لاذعة جداً بسبب خياراته، وتحديدا تجاهله للعديد من الأسماء رغم أن الأمر يتعلق بقائمة ضمّت 29 لاعبًا لأجل خوض مباراتين وديتين يومي 5 و10 يونيو.
ولم تحمل قائمة مدرب "الخضر" أي "مفاجآت جديدة" أو بالأحرى أسماءَ جديدة كان يُفترض أن تحضر لأول مرة مع المنتخب الوطني، وهو ما جعلها عنواناً بارزاً هذه المرة، مع تساؤلات مشروعة حول فكرة بيتكوفيتش حيال المنتخب، وما إن كان سيواصل العمل مع مجموعة محددة من اللاعبين، بتدوير الفرص بينهم في كل مرة دون تجريب أسماء أخرى تستحق الدعوة بفضل مستواها مع الأندية.
تبريرات بيتكوفيتش تثير السخط أكثر من خياراته
ولأن الأمر يتعلق بمباراتين وديتين، فإن جمهور منتخب الجزائر كان ينتظر أن تشمل القائمة عدة أسماء قصد تجريبها ومنحها الفرصة في معسكر دون ضغوط، وعلى رأسها هدّاف الدوري الجزائري عادل بولبينة، إضافة إلى مهدي دورفال المتألق في نادي باري الإيطالي، وياسين تيطراوي نجم وسط شارلوروا البلجيكي الذي يُقدم مستويات كبيرة جداً منذ أشهر، بالإضافة إلى رفيق بلغالي الظهير الأيمن لنادي مالين البلجيكي.
وجاءت تبريرات بيتكوفيتش وتصريحاته لتثير مخاوف كبيرة لدى عشاق "الخُضر" بشأن مستقبل منتخبهم، وخاصة حظوظه في كأس أمم أفريقيا القادمة، حيث إن المُدرب يُصر بشكل غريب على خيارات لا يُنتظر منها أي إضافة في صورة لاعب الوسط رامز زروقي الذي يُجمع المتتبعون في هولندا أنه لا يستحق تقمص ألوان أي نادٍ كبير هناك، وذلك بعد مستوياته المتواضعة جداً مع فينورد.
وبدلاً من استدعاء لاعبين يستطيعون تقديم إضافة قوية، أو على الأقل اكتشاف أجواء المنتخب بعد مستوياتهم الجيدة مع الأندية، وبذلك تقديم خيارات جديدة في مراكز الضعف، يواصل بيتكوفيتش تبرير بعض الخيارات بطريقة غير كُروية، إذ أكد أنه استدعى كيفين غيتون لأجل مساندته وتسهيل تسيير مستقبله قبل فترة الميركاتو، وهو الذي بات في موقف سيئ مع فريقه ميتز الناشط في الدرجة الثانية الفرنسية.
انتقاد غريب
ومثلما حدث في مارس الماضي، استغرب عشّاق "الخضر" استبعاد هدّاف الدوري الجزائري عادل بولبينة، غير أنهم استغربوا أكثر من تصريح بيتكوفيتش الذي حمل انتقاداً غير مُبرر للاعب شاب كان ينتظر فرصته لأول مرة، حيث قال: "لا أستطيع الحديث عن نقاط ضعف بولبينة، سأتحدث عن اللاعبين الذين استدعيتهم".
وكان بيتكوفيتش قد برر خياراته قبل إصدار القائمة، في مقابلة صحفية أجراها قبل أيام قليلة مع القناة الرسمية للاتحاد الجزائري لكرة القدم "فاف"، حيث طلب من الجمهور الجزائري التركيز على الحاضرين وليس الغائبين، وقال: "التركيز على الغائبين يقلل من قيمة الحاضرين الذين نثق بقدرتهم على منحنا الفوز".
وحول خياراته، كشف مدرب المنتخب السويسري السابق، أنه يفضّل اختيار أولئك الذين بإمكانهم التعايش مع بعضهم البعض، إلا أن ذلك يعني تلقائياً غلق الباب أمام أي لاعب يُقدم مستويات أفضل في ناديه ويؤكد قدرته على إزاحة أحد اللاعبين الحاليين، ما يُشير بشكل واضح إلى "قتل المنافسة" والمضي قدماً مع تشكيلة تضم لاعبين بعضهم لم يستطع خلال الفترة الماضية تقديم الإضافة.
عشاق "الخُضر" يرفضون قتل المنافسة وتكرار سيناريو "كان 2021"
وأوضح بيتكوفيتش في مقابلته مع "الفاف" أن الباب مفتوح أمام جميع اللاعبين لتمثل "الخضر"، وقال: "أكرر ما قلته في البداية، الباب مفتوح أمام الجميع ولن يُغلق أبداً، فما يقدمه اللاعبون مع أنديتهم هو ما يضعني تحت الضغط سواء باستدعائهم أو عدم استدعائهم، هنا من سبق لهم تمثيل المنتخب وقدموا إسهامات كبيرة، وبأدائهم الحالي مع أنديتهم قد يعقدون مهمة من ينتظر الفرصة، من المهم تشكيل مجموعة منسجمة متوازنة وقادرة على التعايش".
ويؤكد هذا الكلام أن مدرب لاتسيو السابق لا يملك أي نية في إبعاد أي لاعب يقوم باستدعائه سلفاً، حتى إن تراجعت مستوياته بشكل ملحوظ، وهو ما سيضعه حتماً تحت ضغوط أكبر بكثير بداية من معسكر سبتمبر/ أيلول القادم، لأن التألق في كأس أمم أفريقيا يتطلب فتح باب المنافسة للجميع، وعدم التمسك بكل الخيارات الموجودة بحجة "التعايش"، وفي وقت لم تنس الجماهير ما حدث في كأس أفريقيا 2021 حين أقصي "الخضر" من الدور الأول بسبب الإصرار على تشكيلة واحدة، نجحت قبل ذلك في تفادي الهزيمة لـ 35 مباراة كاملة.