بفضل منتخب الجزائر.. بلماضي ينضم إلى نادي العباقرة

2021-06-16 21:44
المدرب جمال بلماضي حقق طفرة قوية مع المنتخب الجزائري لكرة القدم (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سيكون المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي، حاضرا في المباراة الودية لمنتخب المحليين أمام نظيره الليبيري، الخميس 17 يونيو/ حزيران، على الملعب الأولمبي الجديد بمحافظة وهران غرب العاصمة الجزائرية، تجسيدا لفلسفته المثالية في العمل من خلال معاينته للاعبين المحليين ومنحهم أمل المشاركة مع المنتخب الأول رغم المنافسة الشديدة والعالمية على هذا المستوى.


بلماضي كان قبل أيام فقط قاد "محاربي الصحراء" إلى تحطيم الرقم القياسي الإفريقي في عدد المباريات دون خسارة، وبلغ رقم 27 مباراة في إنجاز غير مسبوق ويؤكد العمل الكبير الذي قام به مدرب منتخب قطر السابق مع المنتخب الجزائري منذ توليه زمام العارضة الفنية شهر أغسطس/ آب 2018.


وقاد نجم مانشستر سيتي الإنجليزي الأسبق، لحد الآن، منتخب الجزائر في 30 مباراة، فاز في 22 منها وتعادل في 7 وخسر مباراة واحدة فقط، وتمكن من قيادته إلى التتويج بلقب مسابقة كأس أمم إفريقيا 2019 للمرة الثانية في تاريخ الجزائر والأولى خارج أراضيها، ما أدخله قائمة المدربين الكبار والعباقرة، عطفا على النتائج التي سجلها وبتشكيلة من نفس اللاعبين توفرت لدى مدربين سابقين دون أن يصنعوا منها ولو نصف إنجاز.


وتمكن بلماضي من تحويل المنتخب الجزائري من منتخب محطم وبدون هوية إلى بطل لإفريقيا ومنافس مرعب في الساحة الكروية العالمية، بفضل قدراته التدريبية وخصاله القيادية، التي تجمع بين صفات عدة مدربين عالميين، فبلماضي يملك في الأساس فلسفة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، المرتكزة على الاحتفاظ بالكرة والضغط العالي والمستمر طوال المباراة، وهو ما يلاحظ على طريقة لعب المنتخب الجزائري.


وامتلك لاعب أولمبيك مرسيليا الفرنسي السابق، أيضا، دهاء المدرب البرتغالي المثير للجدل جوزيه مورينيو، سواء من ناحية تعامله الفني مع المباريات أو خرجاته الإعلامية، فمثلا هو لا يتردد في "قصف" منافسيه عبر وسائل الإعلام وحتى الدخول في معارك مع هذه الأخيرة دفاعا عن لاعبيه وقناعاته، وهذا بغرض إبعاد زملاء رياض محرز عن أي ضغط سلبي يؤثر على مستوياتهم داخل الملعب.


بلماضي أثبت كذلك امتلاكه "جينات" المدرب الأرجنتيني دييغو سيموني، فهو مدرب ثائر لا يحب الخسارة ويتمتع بروح قتالية عالية زرعها في لاعبيه، بدليل الطريقة التي يلعب بها زملاء إسلام سليماني مبارياتهم وقتالهم على كل كرة داخل الملعب إلى غاية الصافرة النهائية للحكم، فضلا عن الدفاع كفريق كامل، وما الأدوار الدفاعية التي يقوم بها رياض محرز سوى أكبر دليل على ذلك.


ولم يكتف مدرب "محاربي الصحراء" بهذه الصفات؛ بل اشترك مع المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، في طريقة تعامله مع لاعبيه ومنحه الفرصة للأفضل في كل مرة وبفكر كروي عالٍ جدّا ودون أن يؤثر ذلك على نتائج المنتخب، بدليل أن بلماضي اعتمد على 58 لاعبا في 30 مباراة، لكنه لم يخسر إلا مباراة واحدة فقط، وكانت مباراة تنزانيا في كأس أمم إفريقيا 2019 وودية موريتانيا الماضية أكبر دليل على الفلسفة الكروية لبلماضي.


وأكثر من ذلك يملك جمال بلماضي تأثيرا نفسيا كبيرا على لاعبيه، إلى درجة أن هؤلاء مستعدون للموت من أجله وأجل الجزائر فوق المستطيل الأخضر. وشبه البعض تأثيره الروحي على لاعبيه بما كان يفعله المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون مع لاعبي مانشستر يونايتد وجيل بيكهام وسكولز والأخوين نيفيل ورايان غيغز. 


وتنتظر الجماهير الجزائرية تأهل منتخب بلادها إلى كأس العالم 2022، وترقب ماذا سيحققه بلماضي ولاعبوه في هذا الحدث العالمي الكبير، خاصة بعد أن صرح مدرب الدحيل السابق أنه إن شارك في مونديال قطر فلن يكتفي بالمشاركة فقط، بل سيبحث عن إنجاز تاريخي يتذكره الجميع لسنوات.

شارك: