بعد توديع اليورو.. شبح "المنتهي" يحاصر كريستيانو رونالدو
كان كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال ونجم النصر السعودي شبحًا في بطولة كأس أمم أوروبا 2024، بعكس عاداته، حيث ظل عاجزًا عن تفادي إقصاء منتخب بلاده من البطولة الأوروبية.
وبعد الخسارة بركلات الترجيح أمام فرنسا الجمعة في هامبورغ، لم يجهش بالبكاء كما فعل في الدور السابق عندما أهدر ركلة جزاء في الوقت الإضافي ضد سلوفينيا.
وظل ابن التاسعة والثلاثين متماسكًا، قبل أن يهمس بكلمات المواساة لزميله الباكي قلب الدفاع بيبي، الذي يكبره بسنتين.
اللعب بهذا العمر يؤكّد التعطّش لإحراز المزيد من الأرقام وتحطيم الحواجز، لكن البرتغالي لن يحرز لقب كأس أوروبا مرّة ثانية، بعد الأولى في 2016 أمام فرنسا بالتحديد؛ ولن يكون كريستيانو رونالدو قادرًا على تحطيم رقم قياسي جديد كان يطارده، بأن يصبح أكبر هداف في تاريخ البطولة القارية.
في خمس مباريات من النسخة الألمانية، لم يسجّل كريستيانو رونالدو أي هدف، كما أخفق بهزّ الشباك للمرّة التاسعة تواليًا في البطولات الكبرى؛ كانت الفرصة متاحة له أمام تركيا، لكن من دون أنانية، مرّر كرة مقشّرة لزميله برونو فرنانديز.
وفي أمسية الجمعة، قدّم كريستيانو رونالدو مباراة لا طعم لها مع "سيليساو داس كويناس"، رغم دعم الجماهير البرتغالية الحاضرة خلال عملية الإحماء.
وحتى خلال بعض اللمسات المهارية، مثل الكرة التي مرّرها بين قدمي لاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا مطلع الشوط الثاني، عبّرت الجماهير عن سعادتها لمشاهدة أفضل لاعب في العالم خمس مرّات.
قبل الاستراحة، لم يكن "CR7" الذي يعشق الاستحواذ، قد لمس الكرة سوى 11 مرّة، إذ واجه الثنائي الدفاعي الصلب المؤلف من وليام صليبا ودايو أوباميكانو.
وللتأثير، حاول هدّاف ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي السابق أن يلعب دور المهاجم المخادع، لتسهيل مهام زملائه.
بفضل بنيته الجسدية الخارقة، صمد وخاض مباراة ثانية تواليًا لمدة 120 دقيقة، بعد تخطّي سلوفينيا في ثمن النهائي بركلات الترجيح؛ رغم ذلك، احتاج لاعب النصر السعودي منذ مطلع 2023 إلى تدليك طويل ليكون قادرًا على خوض الشوطين الإضافيين.
حتى في تنفيذ الركلات الحرّة، علامته الفارقة في مسيرته الزاخرة، بدا واقفًا بساقين مبتعدتين كما يعشق، لكن في النهاية يسدّد زميله فرنانديز بعيدًا عن الخشبات؛ سنحت له الفرصة بتنفيذ ركلة حرة في الدقيقة 85، لكنه سدّدها بقوّة في الحائط.
رقم قياسي جديد للبرتغالي كريستيانو رونالدو في اليورو
مطلع التمديد، أهدر فرصة سانحة كان يلتهمها في السابق، بعد تمريرة من برناردو سيلفا، فيما حاول مدرّبه الإسباني روبرتو مارتينيز تحفيزه.
وخلال فترات الاستراحة في المباراة، وفيما كان زملاؤه يتبادلون الكلام مع المدرّب، بقي ممدّدًا في وسط الملعب وهو يبتسم بخجل، قبل أن يفتتح ركلات بلاده بنجاح في مرمى مايك مينيان. لكن إهدار زميله جواو فيليكس في القائم حرم البرتغال متابعة المشوار.
خاض رونالدو النهائيات القارية السادسة القياسية، بعد أن أعلن أنها ستكون الأخيرة له. هو أفضل هداف في تاريخها (14)، كما أصبح الجمعة أوّل لاعب يخوض ثلاثين مباراة في البطولة.
وعمّا إذا كانت المباراة الدولية الأخيرة للاعب النصر السعودي، أفضل لاعب في العالم خمس مرات وصاحب 130 هدفًا دوليًّا قياسيًّا، قال مارتينيز إنه من المبكر الحديث عن ذلك: "لا تزال الأمور ساخنة بعد المباراة، ولم يتخذ أي قرار فردي".
نظرًا لمسيرته غير الاعتيادية، قد لا يكون مفاجئًا إذا أعلن رونالدو أنه سيكون قادرًا بعد 18 شهرًا على خوض مونديال 2026.