بالحبر السري.. بين الثرى والثريا!!
ظلت قطر (10 سنوات) تعمل ليلًا ونهارًا، من أجل أن تقدم نسخة استثنائية في تاريخ كأس العالم.. وفعلًا، نجحت بجد، وقدمت نموذجًا فريدًا من التنظيم، وبات الحدث "مونديال قطر 2022" عالقًا في الأذهان البشرية، وفي الكتب التاريخية؛ ولكن لم يسلم مونديال قطر الأسطوري من محاولات النهش والنيل منه، فوُجهت له طعنات السكاكين طوال سنوات العمل، وحتى خلال المونديال الذي رد بشكل قاطع على كل منتقديه.
ومع العمل القطري العملاق، ظلت الانتقادات توجه لمونديال قطر نهارًا جهارًا؛ ولكن لم يزد قطر إلا قوة وإصرارًا، واليوم بعد نهاية مونديال قطر 2022، العالم كله سيقارن أي عمل قادم لبطولات كأس العالم بنسخة قطر التي أذهلت العالم.. وهذا أمر بديهي، بل هو دليل على نجاح النسخة العربية القطرية.
قبل أيام تم الكشف عن شعار وهوية مونديال القارة الأمريكية، والذي تشترك في تنظيمه ثلاث دول (أمريكا وكندا والمكسيك)، ومنذ الوهلة الأولى للإعلان عن شعار البطولة، وجد التصميم المقدم انتقادات لاذعة وحادة، بسبب المستوى المتواضع لفكرة التدشين أولًا، وبسبب شعار لا يمكن سوى أن يكون مقدمة لعدم التفاؤل إزاء العمل الذي سيقدم في النسخة القادمة.
مونديال 2026 سيقام في (16 مدينة)، وعلى (14 ملعبًا) مقسمة بين (12 مجموعة)، وكل مجموعة تضم (4 منتخبات)، وهو النظام الجديد الذي اعتمده الفيفا في عام 2017، برفع عدد المنتخبات المشاركة من (32 إلى 48 منتخبًا)، وهي بالطبع ستكون النسخة المونديالية الأضخم من حيث عدد المنتخبات ولأول مرة.
ما يتمناه الوسط الكروي في العالم، هو أن يرى ويشاهد نسخة مونديالية مثالية بدون إخفاقات، خاصة أن تجربة أمريكا في استضافة كأس العالم ليست بجديدة، بعد أن سبق لها استضافة مونديال أمريكا في 1994، بجوار وجود ثلاث دول كبيرة، تملك من الإمكانات والمقدرة لتقديم عمل نموذجي.
التجربة التي أقيمت في مونديال قطر كانت الأولى من نوعها.. موعد المونديال شتويًا مع وجود ملاعب مكيفة، وهذا لم تألفه البطولة من قبل، إنشاء ملاعب المونديال كلها "براند" جديدة بقراطيسها، وهذا لم يحدث قبل، ومشاهدة أكثر من مباراتين إلى أربع في اليوم، وهو رقم قياسي لم تسجله أي بطولة في السابق.. المونديال في مكان واحد لا يحتاج "الحل والترحال" المرهق للمنتخبات، وهذا لن يحدث في مونديال أمريكا، حيث تحتاج فيه المنتخبات التنقل بالطائرات لرحلات طويلة، تصل أقلها إلى (6 ساعات).
مونديال 2026 الذي أطلق حملته (نحن 26) سيكون تحت المجهر من اليوم، وحتى موعد انطلاق الحدث، وخلاله وبعده، وهو الأمر الذي يتحتم على الفيفا واللجنة المنظمة للبطولة أن تكون مستعدة للمقارنات والانتقادات القادمة.. خاصة مع وجود 48 منتخبًا، في مونديال يتوزع على (16 مدينة).
شارك:
أخبار ذات صلة
