بالحبر السري.. الحقيقة الملوثة والرجل الرشيد!

2023-02-05 00:29
أرشيفية - جماهير عُمانية تتابع نهائي كأس الخليج في ملعب المباراة (facebook/iraqfa)
سالم الحبسي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

الحقيقة في نظرهم هي التركيز على المشهد السلبي لغرض في نفس يعقوب، ومنها لتلويث الصورة الحقيقية التي شاهدها الجميع، وكذلك لتحقيق بطولة وهمية. بينما الحقيقة الناصعة هي الماثلة في المشهد الحقيقي، وهي أكبر بكثير، وسجل فيها العمانيون موقفا تاريخيا لن ينسى، وكان وراء ذلك رجل رشيد! 

فعندما شهد نهائي خليجي البصرة 25 الكثير من الأحداث خارج الملعب وأخرى داخل الملعب؛ بسبب الشغف الجماهيري العراقي العارم في نهائي تاريخي لن يمحى من ذاكرة دورات الخليج الذي سجل أرقاماً قياسية من حيث الحضور الجماهيري الذي تجاوز الـ(٥٠٠ ألف مشجع).

فقد ألقى ملف الجماهير العمانية التي خسرت مقاعدها الـ(5000 مقعد)؛ بسبب التزاحم البشري المهيب، ألقى هذا الملف ظلاله على الموقف التنظيمي الذي هاجمه البعض بأنه كان قصورا تنظيميا.. فيما ذهب البعض بأنه كان من المفترض المحافظة على مقاعد الجماهير العمانية على اعتبار أنه حق أصيل لها.

بينما رأي الذين كانوا بعيدين عن المشهد أنها (نقطة الضعف) التي كان يجب التركيز عليها؛ لصب جام الغضب على المنظمين ومسؤولي الكرة العمانية الذين اتخذوا قرارا حكيما بإعادة طائرات الجماهير العمانية إلى ديارها، وكان فيهم (رجل رشيد) بأن يأخذ على عاتقه هذه المسؤولية.. وعاتق الجماهير العمانية التي أصرت على الدخول، وكان الشرط بأن يكون دخولهم لتقام المباراة.

الأحداث التي سبقت المباراة الختامية كانت لتجعل العاقل يعيد النظر في مشهد الزحف الجماهيري برمته والذي ارتبط بالشغف أكثر من أي جوانب أخرى؛ لذلك كان ملعب جذع النخلة ممتلئا على آخره، وفي الخارج آلاف الجماهير الحاشدة خلف الأبواب تنتظر الدخول! 

لم يكن الموقف هو التنازل عن مقاعد الجماهير العمانية بقدر ما هو قرار التقدير الفعلي للموقف الحقيقي في يوم الختام، وللحفاظ على سلامة الجماهير دون حدوث ما لا يحمد عقباه، بالإصرار على المقاعد الحمراء.. وهو موقف يحسب للذين كانوا وراءه من رجال اختاروا أن يرجحوا الحكمة بدلا من المكابرة.

المنتخب العماني الذي بلغ المباراة النهائية أمام منتخب العراق (صاحب الأرض والجمهور) لم يرفع راية الاستسلام حتى الدقيقة (١٢٠)، وبقي صامدا يبحث عن اللقب الثالث، رغم الانتقادات التي لاحقته طوال البطولة في معادلة المستوى الفني الذي يراه البعض متدنيا.. فيما يرى برانكو، مدرب المنتخب الأحمر، أنه لعب في البطولة من أجل النتائج.

عندما كان يُتوقع أن المباراة انتهت في وقتها الأصلي. الوحيدون الذين لم ييأسوا هم نجوم منتخبنا الذين يلعبون أمام جيش من الجماهير العراقية، فعادوا من جديد.. وفي الوقت الإضافي لم يعرف نجوم منتخبنا للاستسلام سبيلا، ورغم أن الوقت كان يشير إلى نهاية المباراة نجحوا في العودة من جديد؛ لذلك استحقوا أن يكونوا المنتخب غير المتوج في خليجي ٢٥.

وبخلاف الاتفاق أو الاختلاف عن هوية المستوى للمنتخب الوطني، إلا أن ما سجله المنتخب في خليجي البصرة كان ملحمة كروية كبيرة استحق عليها الإشادة.. وعاد إلى أرض الوطن مرفوع الرأس بطلا؛ لأنه أثبت جدارته في البطولة، وتأهل من الدور الأول بأرقام تثبت جدارته، وتجاوز الدور الثاني بجدارة واستحقاق، ليصل إلى المباراة النهائية التي كان فيها ندا، ولم يرفع فيها راية الاستسلام.
 

شارك: