النجم إبراهيموفيتش عاد شابا وأعاد ميلان قويا

2021-07-19 12:43
زلاتان قوة دفع رهيبة لفريق إي سي ميلان (Getty)
Source
+ الخط -

عندما بدأ الموسم الكروي انصب الحديث عن المنافسين على اللقب، أو من سينافس يوفنتوس على اللقب، وبموازاة ذلك سار حديث كان صخبه أعلى تمحور حول عودة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى فريق ميلان، وتباينت الكلمات بين من رأى في زلاتان الإضافة وبين من اعتبره لاعبا في فريق بمهام محدودة نظرا لتقدمه في العمر الكروي. وما إن أعطيت صافرة البداية حتى أثبت إبراهيموفيتش أن العمر لا يتعدى حدود الرقم. كما أن اللاعب السويدي طبق مبدأه في طريق النجاح الذي يعتمد على عاملين، استغلال الموهبة والعمل لتحقيق الهدف. 

لم يكن وجود اللاعب السويدي في صفوف ميلان مجرد لاعب، بل كان بوصلة حركت لاعبي الفريق، وحتى جلوسه على مقاعد لم يمنعه من التأثير على محيطه سواء من يخوض غمار المواجهة أو من يجالسه بمن فيهم المدير الفني للفريق، وكان زلاتان الشخصية المؤثرة أكثر من زلاتان اللاعب، إضافة لدوره القيادي، كما يحسب لنادي ميلان حسن الاستثمار في هذا النجم وزجه بكوكبة من الشباب في طريق بناء ميلان لإعادة تلك الأيام الجميلة التي عاشتها جماهير الكرة عامة والفريق خاصة نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد. والنتيجة الملموسة تمثلت في عودة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا. 

أصبح المشهد عاديا أن ترى لاعبا تجاوز الثلاثين وهو في قمة عطائه، والأندية الكبيرة تتمنى التوقيع معه بعد أن كان استثنائيا في فترة سابقة، فقد تابعنا نماذج كانت استثناء مثل الويلزي رايان غيغز والإيطالي باولو مالديني والأرجنتيني خافيير زانيتي، حيث استمر عطاؤهم حتى سن الأربعين وكانوا أشبه بالظواهر النادرة، لكن مع تطور كرة القدم وتحولها إلى صناعة تغيرت أدواتها ومعايير نجوميتها، زاد عمر الاحتراف الفعال بعدما كان ينتهي مع بداية العقد الرابع.  كما أن الرعاية الطبية تغيرت وباتت أكثر قدرة وأسرع في التعامل مع الإصابات، ومن ينسى كيف أنهت الإصابة مسيرة أحد أبرز النجوم، الهولندي ماركوفان باستن، في سن الثامنة والعشرين. وكان للمؤسسات الكروية دور فعال من خلال إقرار إجراءات صارمة لمواجهة اللعب العنيف وقوانين تزيد من حماية اللاعبين.  

عوامل أخرى أسهمت في الحفاظ على لياقة اللاعبين، منها التدريبات الفردية، وأجهزة رياضية طبية توفر إحصائيات تنظم معدل النشاط اليومي، إضافة لاختبارات تكشف حالات اللاعب البدنية، وهذا ما يفسر لنا حصول البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي والبولندي روبرت ليفاندوفسكي على ألقاب فردية تاريخية بعد تجاوزهم الثلاثين، مثل الكرة الذهبية ولقب الهداف في الدوريات الكبرى. 

رغم اقتراب زلاتان من نهاية العقد الرابع من العمر إلا أنه تحدى الزمن وعامل السن وفرض نفسه اسما يحسب له حساب، وأثبت أنه في قمة تألقه، والعمر كما يقول رقم ليس إلا، وبوجود نجوم بهذا العمر، يتحلون بقوة الرغبة للتغير، لا نستغرب أن يؤثر النموذج الجديد للنجوم في كرة القدم ويغير في مفاهيمها ليقدم كرة قدم برؤية جديدة تضفي مزيدا من المتعة على كرة القدم التي نعرفها. 


 

شارك: