المغاربة وتقدير الأمهات.. ظاهرة العرب في كأس العالم 2022

2022-12-11 14:16
احتفال المغربي سفيان بوفال مع والدته بعد التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أظهر العديد من نجوم المنتخب المغربي كأس العالم قطر 2022 ارتباطهم الوثيق بعائلاتهم في الاحتفال بالفوز بمبارياتهم السابقة في البطولة؛ إذ حضرت أمهات اللاعبين بشكل لافت في البطولة، ليعيدوا الاعتبار لمكانة الأبوين في العائلة بالثقافة العربية والإسلامية، بعدما كانت الزوجة أو الصديقة تتصدر المشهد في احتفال اللاعبين الغرب بانتصاراتهم.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر عمق ارتباط نجوم "أسود الأطلس" بأمهاتهم، وفي مقدمتهم أشرف حكيمي الذي ظهر بعد نهاية العديد من مباريات المغرب في مونديال قطر وهو يذهب للاحتفال مع أمه ويُقِّبل رأسها.

لقطة اليوم.. أشرف حكيمي يقبل رأس والدته بعد انتصار المغرب التاريخي على بلجيكا

وتكرر المشهد مع العديد من زملاء حكيمي ومنهم سفيان بوفال الذي سارع للاحتفال مع والدته بعد الفوز على البرتغال والتأهل إلى نصف نهائي مونديال قطر.

وقدّم المدرب وليد الركراكي نموذجًا ملهمًا من خلال إصراره على المجيء بوالدته لمتابعة مباريات المغرب في مونديال قطر 2022، رغم أنها لم تسافر من قبل لمشاهدة مبارياته من المدرجات سواء عندما كان لاعبا أو خلال مسيرته التدريبية، وبادر بالصعود إلى المدرجات للاحتفال معها وتقبيل رأسها.

ولم ينس نجوم منتخب المغرب أشقاءهم الذين كانوا حاضرين خلال البطولة؛ إذ التقط نجم وسط المغرب سفيان أمرابط صورة تذكارية مع شقيقه نور الدين قبل مباراة ربع النهائي ضد البرتغال.

سفيان أمرابط يقف لالتقاط صورة مع شقيقه

وتأتي هذه الاحتفالات لتعيد وضع الأبوين والأم خصوصا في المكانة التي تستحقها في العائلة، وتوجيه رسالة تبرز التقدير  الذي يحظى بها الأبوان في الثقافة الإسلامية والعربية الأصيلة المميزة لمونديال قطر 2022، والتي برزت لاحقا بشكل واضح في تصميم الملاعب وأسمائها واسم بطاقة المشجّعين "هيّا" واسم الكرة الرسمية للبطولة "الرحلة" والتعويذة الرسمية "لعيب".

بوفال

ويُعد احتفال اللاعبين المغاربة مع أمهاتهم بمثابة رد ضمني على حالة الإقصاء والتهميش التي يعيشها الأبوان في الغرب والتي انعكس صداها في الملاعب الأوروبيةن حيث تُقدَّم مكانة الصديقة أو الخطيبة أو الزوجة على الأم، وبالكاد نرى لاعبًا يحتفل أو يهدي احتفاله بأحد الأهداف إلى والدته، لكن في مونديال قطر كان المشهد مغايرًا.

ويمثل احتفال نجوم لاعبي المنتخب المغربي ترجمة لتعاليم الدين الإسلامي التي تؤكد على بر الوالدين والأمهات بشكل خاص، وهو ما يؤكده مشهد سجود اللاعبين بعد كل مباراة والذي يكشف ارتباط لاعبي "أسود الأطلس" بدينهم الإسلامي.

وتسابق لاعبو المنتخب المغربي ك على مرأى ومسمع من العالم أجمع، كأنهم يقولون لمن يشاهدهم عبر القارات المختلفة، هذه هي هويتنا وثقافتنا وديننا.

وتعكس هذه المشاهد التي تسابق على إظهارها لاعبو المنتخب المغربي مدى الترابط الأسري والعائلي في البيئات الإسلامية والعربية، ما يسلط مزيدا من الضوء على الثقافة العربية الإسلامية، ويقدم صورة ناصعة للجماهير غير العربية التي تبحث عن صورة حقيقية من أرض الواقع بعيدا عن الصور المشوهة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام الغربية.

شارك: