المتألق نيمار يحمل طموحات البرازيل في مونديال قطر

2022-11-08 16:22
نيمار جونيور يتأهب لقيادة هجوم البرازيل في نهائيات كأس العالم 2022 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

يحظى النجم البرازيلي نيمار جونيور، الذي يقود جيلا رائعا من لاعبي بلاده، بفرصة دخول قائمة أساطير كرة القدم من الباب الكبير  عبر مونديال قطر، الذي يخوضه منتخب "السيليساو" كأبرز المرشحين لإحراز اللقب العالمي، الغائب عن خزائن الفريق منذ 20 عامًا.

بعمر الثلاثين، سيرتدي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي القادم من برشلونة الإسباني عام 2017 مقابل صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، زي القائد "الذي لا غبار عليه" في صفوف البرازيل بطلة العالم 5 مرات ب(رقم قياسي) والتي تقدم عروضاً رائعة وأنهت تصفيات أمريكا الجنوبية من دون أي خسارة، على أمل السير على خطى البرازيليين الكبار، الذين يتقدمهم الجوهرة بيليه، بطل العالم ثلاث مرات.

وإذا كان التتويج هدفاً جماعياً، فإن نيمار يسعى إلى تحقيق رقم قياسي آخر، من خلال تخطي عدد الأهداف التي سجلها الأسطورة بيليه مع منتخب البرازيل. وسجل "الملك" 77 هدفا دوليا، وهو رقم قياسي في صفوف السيليساو، ولا يبتعد نيمار عن ذلك الرقم سوى بثلاثة أهداف فقط.

يستطيع نيمار معادلة أهداف بيليه الدولية في دور المجموعات بمونديال قطر 2022؛ مع وقوع المنتخب البرازيلي في المجموعة السابعة للبطولة، رفقة منتخبات أقل قوة (سويسرا، صربيا، الكاميرون).

وشهدت الأشهر الأخيرة تألقا لافتا لنيمار مع المنتخب البرازيلي، كما يبصم لاعب باريس سان جيرمان حاليا على أفضل مواسمه في صفوف النادي الباريسي، مع تسجيله 13 هدفا مع العملاق الفرنسي هذا الموسم حتى الآن.

وبدا أن نيمار لم يتأثر سلبا بالتقارير التي راجت صيفا عن رغبة باريس سان جيرمان في التخلص منه، وحسب مراقبين، فإن اقتراب المونديال القطري مثّل دافعا إضافيا لنيمار كي يُخرج أفضل مستوياته، ويُظهر قدرته على قيادة المنتخب البرازيلي في أكثر من حدث كروي مُنتظر.

حالة بدنية مرتفعة

وبالنسبة لمدرب المنتخب البرازيلي، تيتي، فإن العروض الرائعة لنيمار تعود إلى العمل الكبير الذي قام به المعد البدني للمنتخب، ريكاردو روزا، والذي أسهم بصورة مؤثرة في إبعاد شبح الإصابات عن نجم باريس سان جيرمان، حسب رؤية تيتي بالطبع.

وقال تيتي في سبتمبر/ أيلول الماضي: "المردود الفني للاعبين المحترفين المميزين مرتبط بسرعة التفكير والتنفيذ. يجب أن تكون السرعة والتنفيذ في تناسق، وهي حال نيمار في الوقت الحالي".

أما كافو، قائد المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان والفائز باللقب أيضا عام 1994 في الولايات المتحدة، فقال: "في ظل الحالة البدنية الحالية لنيمار، لدينا حظوظ كبيرة للفوز بكأس العالم، ذلك لأنه لاعب يصنع الفارق على أرضية الملعب".

وسجل نيمار 8 أهداف خلال 10 مباريات خاضها بتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال قطر، ليحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي التصفيات، خلف البوليفي مارسيلو مورينو.

بدوره، قال مهاجم المنتخب البرازيلي في مونديالي 1986 و1990، أنطونيو كاريكا: "أراه لاعبا موهوبا، يقوم بحركات فنية مع خيال استعراضي. آمل أن يكون مُلهما، لكي تتعزز حظوظ البرازيل في بلوغ المباراة النهائية".

وبقدر موهبته وفنياته على أرض الملعب، فهو أيضاً مثير للجدل؛ فقد نجا نيمار من العديد من الحملات الإعلامية، الخاصة بادعاءات عنف جنسي وارتكاب مخالفات مالية، ومؤخرا، انتهت محاكمة اللاعب في قضية انتقاله من سانتوس البرازيلي إلى برشلونة عام 2013، بعد سحب التهم المُوجهة إليه

اتجاه سياسي

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أشعل نيمار أيضا فتيلا آخر، بإعلان دعمه في الانتخابات البرازيلية للرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، الذي مُني بالخسارة على يد المرشح الآخر، لولا دا سيلفا، وقال نيمار في هذا الصدد: "سيكون رائعا إعادة انتخاب بولسونارو، البرازيل بطلة والجميع سعداء"، وذلك في أثناء مشاركته في اجتماع عبر الإنترنت من باريس، حيث تعهد بإهداء الهدف الأول في قطر لبولسونارو في حال إعادة انتخابه، في خطوة لاقت انتقادات واسعة من المراقبين في البلاد، لاسيما مع ميل بولسونارو إلى فكر متطرف.

ومع ذلك، يمكن للشعب البرازيلي أن يغفر لنيمار آراءه السياسية، إذا قاد منتخب بلاده إلى التتويج باللقب العالمي للمرة السادسة، علما أن سجل نيمار الدولي يتضمن الفوز بكأس القارات عام 2013 وميدالية أولمبية ذهبية.

وسيسمح التتويج باللقب أيضا بمداواة الجرح الكبير للمنتخب البرازيلي، الذي تعرض لهزيمة نكراء على أرضه في مونديال 2014 أمام ألمانيا، بنتيجة تاريخية 1-7 في نصف النهائي، في مباراة غاب عنها نيمار بداعي الإصابة في ظهره، كما سيسمح لقب المونديال لنيمار بتحقيق "حلمه الكبير"، المتمثل بإحراز كأس العالم، كما اعترف بذلك في بداية أكتوبر الماضي لموقع باريس سان جرمان الرسمي.

شارك: