الكرة والوعي

2022-12-06 15:17
المنتخب السعودي ودع مونديال قطر من دور المجموعات بعدما حصد فوزًا تاريخيًا على الأرجنتين (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يخطئ من يظن أن تدريبات كرة القدم للاعبين المحترفين مقتصرة على الملاعب والصالات والعضلات والمهارات والخطط. اليوم، صار للتدريبات الذهنية والإعداد النفسي والتجهيز لمواجهة الضغوط أدوار بالغة الأهمية في تحديد الفائزين عند تقارب المستويات بالمنافسات الكبيرة مثل كأس العالم.

زيادة الوعي لدى لاعب الكرة في كل اللحظات أمر فارق في تحديد النتائج، وخطأ تافه يحدث نادرًا يكلف فريقًا هدفًا وهزيمةً وخروجًا مؤسفًا من بطولة مهمة، وفرصة ضائعة للاعب من موقف سهل -نادر الحدوث- يكلف صاحبه وفريقه ضياع النصر والتأهل.

تجهيز اللاعبين ذهنيًا مسألة بالغة التعقيد؛ لأنها عكس تدريبات كرة القدم ليس لها معيار واحد، وإنما تتبدل من لاعب لآخر ومن مخضرم لناشئ ومن مركز بالفريق الآخر، وإعداد حارس المرمى لا يماثل إعداد اللاعب الهداف، ولذلك تستعين الفرق الكبرى من أندية ومنتخبات إلى أجهزة متفرغة مدججة بالمتخصصين في علوم الإعداد والشحن المعنوي وإزالة الضغوط.

الوعي عند لاعب الكرة ليس مجرد كلمة عابرة، ولكنه شأن عظيم متعدد الجوانب والمسؤوليات، مثلًا: قبل استلام اللاعب للكرة أو فور استلامها يكون للوعي الدور الرئيسي في قراره، الوعي بالمكان الذي يوجد به، وبالمساحة التي يمكن استغلالها دون خوف من مشاركة منافس وبالزمن المتاح له قبل أن يتعرض للضغط أو المنافسة على الكرة، وبأقرب زميل وأقرب منافس، وبقوة الكرة ودورانها وسرعتها وارتفاعها، وبالخطوة التالية بين إيقاف الكرة أو التمرير المباشر أو الانطلاق السريع أو المراوغة، ووفقًا لدرجة الوعي ونضوجه يأتي قرار اللاعب إيجابيًا أو سلبيًا.

وكلما ارتفع الوعي كان القرار أسرع وأفضل وربما خارج توقعات المنافسين. الإعداد النفسي والمعنوي في كرة القدم شأن لا يقل أهمية عن الإعداد البدني والمهاري والخططي. ولو امتلك المنتخبان السعودي والسنغالي أجهزة متخصصة لتغيرت نتائج المنتخبين للأفضل في كأس العالم.

شارك: