الكرة الإنجليزية تؤكد علوّ كعبها في كأس أمم أوروبا 2020

2021-07-17 00:05
الإنجليزي كلافين فيليبس أحد اكتشافات يورو 2020 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لا يزال الدوري الإنجليزي الممتاز في طليعة الدوريات المُصدّرة للاعبين في البطولات الدولية خلال المناسبات الكبرى ككأس العالم وكأس أمم أوروبا، وهو نتاج طبيعي لامتلاك أندية البريميرليغ أفضل اللاعبين بفضل القوة الشرائية الضخمة الناتجة عن عقود الرعاية والبث التلفزيوني الخيالية، بل وصل الأمر إلى امتلاك دوري الدرجة الأولى الإنجليزي "تشامبيونشيب" لاعبين في يورو 2020 أكثر من الدوري الفرنسي.

يمتلك الدوري الإنجليزي 118 لاعبًا ينشطون حاليًا مع منتخبات بلدانهم في كأس أمم أوروبا، وهو رقم مُضاعف تقريبًا لممثلي الدوري الإيطالي (70) و3 أضعاف ممثلي الدوري الإسباني (39)، إحصائية تُبيّن مدى الفجوة بين جودة لاعبي البريميرليغ ونظرائهم في الدوريات الأوروبية الكبرى.

بعد 5 أيام من انطلاق المسابقة الأكبر على مستوى القارة العجوز بالنسبة للمنتخبات، فإن لاعبي الدوري الإنجليزي أثبتوا كفاءتهم مقارنة بغيرهم. يمكن اعتبار متوسط ميدان إنجلترا ونادي ليدز يونايتد، كلافين فيليبس الجامايكي الأصل، أبرز مثال على النضج والتطور غير الاعتيادي بالنسبة لخوضه مباراته الدولية الثامنة فقط أمام المنتخب الكرواتي في المباراة الافتتاحية.

يمكن اعتبار فيليبس (25 عامًا) انتصارًا لأفكار مدربه المجنون مارسيلو بييلسا، الذي يؤمن بالركض والضغط المتواصل طيلة 90 دقيقة، كما أنه انتصار للكرة الإنجليزية التي باتت تستقطب جميع الأفكار من مختلف المدراس، وفي النهاية يجمعها المدرب غاريث ساوثغيت معًا في توليفة واحدة في تشكيلة المنتخب الإنجليزي، وقد استنبط بالفعل أفكارًا عديدة من بيب غوارديولا ويورغن كلوب.

وصفت وسائل الإعلام العالمية أداء فيليبس أمام كرواتيا بأنه "بيرلو" يوركشاير وهي المقاطعة التي ينحدر منها لاعب الوسط الدفاعي، أما بيرلو فهو مايسترو الوسط الإيطالي الشهير أندريا بيرلو الفائز بمونديال 2006 مع الآتزوري، الجميع أجمع أن فيليبس موهبة صاعدة بسرعة الصاروخ في الملاعب الأوروبية، ومسألة انتقاله إلى نادٍ أكبر مرتبطة بالوقت فقط، إنّه اللاعب الذي تفوق في معركة الوسط أمام صاحب الكرة الذهبية لوكا مودريتش، وفاز بجائزة رجل المباراة عن جدارة.

عند الاستدعاء الأول لفيليبس مع المنتخب الإنجليزي في أيلول/ سبتمبر 2020، خاض 165 مباراة في دوري الدرجة الأولى مع ليدز يونايتد أمام فرق أمثال بورتون وروثرهام. أشهر قليلة وجد نفسه في عالم آخر، أساسيًا بكأس أمم أوروبا في مواجهة وصيف العالم كرواتيا المُدجّج بنجومه، مودريتش وريبيتش وبروزوفيتش وكوفاسيتش. نقلة نوعية لجودة وقوة المنافسات بالنسبة لفيبليس في ظرف وجيز، والرائع أنه أثبت جدراته.

في الحقيقة لا يتهاون المدرب ساوثغيت في إظهار المواهب الإنجليزية فور تألقها في البريميرليغ، منها ميسون ماونت الذي يخطو خطواته الأولى في عالم الاحتراف، والمدافع تيوري مينغز الذي لربما يسمع عنه الكثيرون أول مرة، وفيل فودين الموهوب الأول في أروقة مانشستر سيتي، هؤلاء بدؤوا أساسيين في مواجهة كرواتيا، وجاء من المقاعد جودي بيلينغهام ذو الـ17 عامًا، أصغر من لعب في تاريخ كأس أمم أوروبا.

يمتلك كل منتخب أوروبي كبير على الأقل 3 أو 4 لاعبين من الدوري الإنجليزي الممتاز، إسبانيا مثلًا لديها فيران توريس وإيميريك لابورت وسيزار أزبيلاكويتا ورودي وتياغو ألكانتارا، لكن ماذا عن التشامبيونشيب؟ في مباراة ويلز وسويسرا، مرّر جو موريل لاعب لوتون إلى مواطنه كيفر مور لاعب كارديف سيتي ليسجّل التعادل في الشباك السويسرية، إنه هدف خالص بنكهة دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.


اسكتلندا لديها ثلاثي لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية، جون ماكجين وأندرو روبرتسون وتشي آدامز، من أستون فيلا وليفربول وساوثهامبتون تواليًا. مدرسة مارسيلو بييلسا الصاعد للتو إلى الدرجة الممتازة مع ليدز يونايتد مُمثّلة بلاعبين أمثال فيليبس مع إنجلترا وأليوسكي مع مقدونيا الشمالية، وماتيوس كيليتش مع بولندا ودييغو يونتي مع إسبانيا وروبين كوش مع ألمانيا ووليام كوبر مع اسكتلندا.. عمق وقوة الكرة الإنجليزية يمكن ملاحظته في مسابقة كأس أمم أوروبا بعد مرور 5 أيام فقط.

شارك: