الفيحاني لـwinwin: استاد أحمد بن علي يمتلك عدة خصائص فريدة

2021-06-08 09:01
المهندس عبدالله الفيحاني مدير مشروع استاد أحمد بن علي (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انضم استاد أحمد بن علي في الريان لسلسلة الملاعب التي باتت جاهزة من أجل استضافة نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، وافتُتح الاستاد الجديد بشكل رسمي بمناسبة نهائي بطولة كأس الأمير لكرة القدم التي جرت خلال اليوم الوطني لدولة قطر، ليكون الاحتفال مزدوجا يوم 18 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي.

وبعد أن استضاف الملعب الرائع والمستوحى تصميمه من الثقافة القطرية ومنطقة الريان، المباراة الأولى بمناسبة نهائي بطولة كأس الأمير، سيدخل الاستاد الخدمة الفعلية عندما يستضيف مباريات كأس العالم للأندية التي ستقام في قطر في الفترة من 1-11 فبراير/شباط 2021. وللحديث عن الاستاد والتفاصيل المتعلقة ببنائه وخصائصه الفريدة، أجرى موقع winwin مقابلة مع المهندس عبد الله الفيحاني مدير مشروع استاد أحمد بن علي.

لو تحدثنا عن الملعب وخصائصه والتقنيات المتوفرة فيه، هل يمتلك استاد أحمد بن علي المقومات لوضعه على قائمة أفضل الملاعب العالمية؟

بدأت أعمال التخطيط والتصميم لمشروع استاد أحمد بن علي في عام 2013، أما أعمال البناء والتشييد فبدأت عام 2016. وتم الإعلان عن جاهزية الاستاد يوم 18 من ديسمبر بالتزامن مع احتفال دولة قطر بيومها الوطني. ويعد استاد أحمد بن علي الثالث في الترتيب بين الاستادات المونديالية التي جرى تشييدها بالكامل، والرابع في ترتيب الإعلان عن الجاهزية، ويتسع إلى 40 ألف مقعد، وسيستضيف مباريات المونديال حتى دور الستة عشر.

يشكل الاستاد تحفة فريدة يمتزج فيه عبق التاريخ وروح التراث بفخامة الحضارة والتطور العمراني؛ حيث يعد تصميمه انعكاساً لأصالة التراث والبيئة القطرية بأشكاله الهندسية وزخارفه البديعة التي تعبر عن الجوانب المختلفة في شخصية البلاد؛ كجمال الصحراء، وما تزخر به من حياة برية، والتجارة المحلية والدولية.

وتجتمع تلك العناصر في شكل درع يرمز إلى معاني الوحدة والقوة التي لطالما افتخر بها أهل قطر، وقد استوحيت الأشكال الهندسية للاستاد من الزخارف البديعة التي اشتهر بها فن العمارة الإسلامي عبر العصور. وتحتضن الواجهة الخارجية الفريدة من نوعها هيكل المقاعد المتقارب، الذي سيضمن للمشجعين الجلوس في أجواء مفعمة بالحماسة والمتعة، حيث سيمنحهم هذا التصميم الشعور بأنهم وسط الحدث مقارنة بالاستادات التقليدية، مما يقدم تجربة كروية لا تنسى للاعبين والمشجعين.
 


وبماذا يمتاز هذا الاستاد وما أبرز التقنيات التي استخدمت فيه؟

يمتاز الاستاد بالعديد من المقومات فهو مجهز بمظلة مبتكرة وخفيفة الوزن بالإضافة إلى نظام مستدام ومتطور للتدريب؛ ما يتيح فرصة الاستفادة منه في أنشطة شتى لصالح المجتمع المحلي ونادي الريان على مدار العام.

كما أنه مزود بتقنية التبريد أسوةً باستادات البطولة التي سوف تحتضن منافسات المونديال. فقد درسنا استخدام تقنية التبريد في المناطق المفتوحة أو أماكن تجمع الجماهير، عبر دراسة حركة الهواء، وتم تنفيذها والتحقق من فعاليتها في تبريد هذه الأماكن، ونحن واثقون أن التقنية سوف توفر أجواء ملائمة للجماهير في كل الأماكن التي سيكونون فيها خلال المونديال.

وبفضل طبيعة مقاعده القابلة للتفكيك؛ من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد، إذ سيتم فك مقاعد المدرّجات العلوية ليُعاد استخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم، واستخدام مكانها كمساحات رياضية ومجتمعية وتجارية كما هو الحال في بقية استادات البطولة القابلة للتفكيك. وسيصبح الملعب المقر الجديد لنادي الريان الرياضي خلال مرحلة الإرث بعد انتهاء المونديال، وستضم المنطقة المحيطة به مرافق ترفيهية وتجارية ورياضية لفائدة المجتمع المحلي.

ما التحديات التي واجهتكم منذ بداية البناء وحتى افتتاح الاستاد؟

لا شك في أن إنجاز أي مشروع بهذا الحجم بمراحله المختلفة وتحويله من مخطط ذات تفاصيل فنية دقيقة إلى واقع ملموس هو تحدٍ، ولكن لطالما نظرنا إلى التحديات كفرص لا معوقات في كل مشاريع مونديال 2022. ففي حال استاد أحمد بن علي، كان أمامنا خطة بناء مختلفة تمامًا عن بقية ملاعب البطولة، حيث قمنا بتفكيك استاد أحمد بن علي السابق واعادة استخدام 90% من مواده في تشييد الاستاد الجديد، ليخرج بالصورة التي ترونها الآن. 

وقد جاءت تلك الخطوات المحسوبة ضمن خططنا لضمان أعلى معايير الاستدامة البيئية خلال عمليات التشييد الضخمة للمشروع الجديد، والتي حرصت منذ بداية عمليات إزالة ما تبقى من الاستاد القديم أن تخضع لأعلى المعايير البيئية، مع الحرص الشديد في كل خطوة.

وشكل انتشار وباء كورونا أحد التحديات التي واجهناها نظرًا لما فرضه من ظروف عمل استثنائية، كما هو الحال في كل المشاريع الكبرى حول العالم، إلا أن الاستعدادات تواصلت وفق مخططاتها الزمنية، إذ طبقنا إجراءات احترازية صارمة على صعيدي الصحة والسلامة لحماية العمال من الإصابة بالفيروس، وافتُتح الاستاد في الموعد المحدد له.
 


 

بالحديث عن التحديات، تبرز جائحة كورونا، هل أثر الوباء على عمليات التخطيط والتسليم؟ وما الإجراءات الاحترازية التي اتبعتموها لمنع انتشار الوباء بين العمال؟ وكيف تمت حمايتهم بشكل عام؟  

بفضل الاستجابة القوية والسريعة لفريقنا المعني برعاية العمال، تواصلت الاستعدادات للبطولة وفقاً للجداول والميزانيات المحددة لها، واتخذنا جميع الإجراءات اللازمة لضمان الصحة والسلامة بما يتماشى مع الإجراءات الحكومية. وقد اتخذت اللجنة العليا للمشاريع والإرث كل الإجراءات الضرورية لحماية العمال وفق التدابير الوقائية التي أقرتها وزارة الصحة العامة للحماية من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وقد استفدنا من عياداتنا الطبية المنتشرة في جميع مواقع البناء وأماكن إقامة العمال في التنفيذ الفوري لهذه الإجراءات.

ومن بين تلك الإجراءات عقد جلسات للتوعية في مواقع العمل وأماكن الإقامة، وقياس درجة الحرارة لكل عامل مرتين يومياً، وتوزيع الكمامات والمواد المعقمة على العمال في جميع مشاريع اللجنة العليا، ومنع الزيارات غير الضرورية إلى مواقع المشاريع، وتخصيص غرف للحجر الصحي في كل مواقع البناء وأماكن الإقامة، وتنفيذ إجراءات التعقيم في المرافق الصحية، والتزام جميع أطقم الرعاية الصحية بالإجراءات الوقائية الصادرة عن وزارة الصحة العامة، والإعفاء المؤقت للعمال الذين يعانون من أمراض مزمنة ومن هم فوق سن 55 عاماً من التوجّه إلى مواقع العمل؛ لكونهم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالفيروس. 

ما الإجراءات التنظيمية التي سيتبعها القائمون على الاستاد لتأمين حركة سلسة للمشجعين في أثناء المباريات؟ وإلى أي درجة سيستطيع المشجعون الوصول إلى الملعب بسهولة وسرعة؟   

سيكون بمقدور المشجعين الوصول إلى الاستاد عبر سياراتهم الخاصة أو المترو أو وسائل النقل العامة كسيارات الأجرة والباصات المخصصة للمشجعين، كما يمكن للمشجعين القادمين عبر مترو الدوحة الوصول إلى الاستاد عبر محطة الرفاع على الخط الأخضر، وهي تبعد نحو 30 دقيقة بالمترو عن وسط الدوحة، و5 دقائق سيراً على الأقدام من الاستاد.

أما المشجعون القادمون عبر سيارات الأجرة والباصات المخصصة للجماهير، فيتم تخصيص أماكن لتحميل الركاب في قطر مول وإنزالهم، وستكون مفتوحة للجماهير لساعات قبل المباراة وبعد انتهائها. كما أننا ومن خلال البطولات التي استضافتها قطر خلال الفترة الماضية، والتي ستستضيفها على مدار العامين القادمين؛ سنتمكن من تحسين جاهزيتنا للمونديال والاستفادة من تلك الفعاليات التجريبية في اختبار جاهزية كل الاستادات بما يعمل على تحسين تجربة الجماهير والفرق والطواقم المشاركة في البطولة في عام 2022.

ملعب الريان

هل سيقدم استاد أحمد بن علي تجربة إضافية أو مميزة لمشجعي كأس العالم؟ 

توفر كل استادات بطولة كأس العالم تجارب مميزة لزوارها، كل منها بطريقة مبتكرة ومختلفة عن غيرها. فبالنسبة إلى استاد أحمد بن علي، فلعل محاكاة تصميمه للثقافة القطرية وأبرز عناصر الحياة في قطر من أبرز مميزاته، عطفاً على دمجه لعراقة كرة القدم القطرية باتخاذه مقراً في موقع نادي الريان العريق مع التطور الكبير الذي شهدته على مر السنين الماضية والمتمثل بتنظيم قطر للمونديال. 

وستساهم هذه العناصر في تعريف زوار الاستاد على ماضي وحاضر دولة قطر وثقافتها الثرية، الأمر الذي سيسهم موقع الاستاد بتحقيقه؛ لكونه يبعد دقائق عن العديد من الوجهات السياحية والثقافية القطرية وأبرزها مكتبة قطر الوطنية، ومركز الشقب للفروسية، ونادي المدينة التعليمية للغولف، وحديقة الأكسجين، ومتحف الفن العربي الحديث، والعديد من الوجهات المختلفة التي يمكن الوصول إليها بسهولة عبر شبكة مترو الدوحة.

ويجسد استاد أحمد بن علي مبدأ الطبيعة المتقاربة المسافات المبني عليها خطط تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم، حيث لا يبعد سوى خمس دقائق عن استاد المدينة التعليمية من خلال المترو –المدة التي تعد الأقصر بين أي من ملاعب المونديال– علاوة على توفر العديد من الفنادق القريبة من الاستاد، وبمقدور المشجعين الإقامة فيها للتمتع بكرم الضيافة القطري والعربي. كما يقع مركز قطر مول على مقربة من الاستاد أيضًا، وهو الأضخم في دولة قطر بمساحة 500 ألف متر مربع، ويضم محلات تجارية ومطاعم عالمية، ومساحات للترفيه والاستجمام.

ما الإرث المنتظر من استاد أحمد بن علي؟ وماذا عن الخطط المستقبلية للاستفادة من أجزاء من الملعب لتطوير منشآت رياضية في دول أخرى؟  

تعد الاستدامة عنصراً جوهرياً في بناء استاد أحمد بن علي منذ مرحلة التصور المبدئي. ولعل الأمثلة على تطبيق مفهوم الاستدامة بأبهى صورته تتجلى في مختلف جوانب هذا الاستاد المونديالي. فعلى سبيل المثال، أكثر من 90% من مواد بناء الاستاد هي في الأصل مواد معاد تدويرها، إذ استخدمت في بناء الاستاد الجديد غالبية مواد البناء الناتجة عن إزالة الاستاد القديم الذي كان يحمل الاسم نفسه.

كما يضم الاستاد العديد من المميزات المستدامة كمنظومة ترشيد الطاقة، والوصول المباشر لوسائل النقل العام، علاوة على استخدام الإضاءة بتقنية "إل.إي.دي" الموفرة للطاقة، مما أهّل استاد أحمد بن علي للحصول على تصنيف أربع نجوم من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" عن فئة التصميم والبناء. 

ويقع الملعب الجديد في منطقة تتسم بطابع تاريخي وثقافي فريد في دولة قطر، وستتحول هذه المنطقة العريقة، إلى منارة رياضية إقليمية، إذ ستُتاح أمام سكان المدينة فرصة تجربة باقة واسعة مع المرافق الرياضية التابعة للملعب من بينها ستة ملاعب لكرة قدم، وملعب كريكت، ومضمار لركوب الخيل، ومضمار للدراجات الهوائية، ومضمار لألعاب القوى، وصالة مجهزة للأنشطة الرياضية، وغيرها الكثير.

وبفضل طبيعة مقاعده القابلة للتفكيك؛ من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد بعد البطولة إلى 20 ألف مقعد، إذ سيتم فك مقاعد المدرّجات العلوية ليُعاد استخدامها في تطوير مشاريع ومرافق رياضية في قطر والعالم. وسيصبح الاستاد بعد انتهاء المونديال مقراً لنادي الريان الرياضي، أحد أعرق أندية كرة القدم في قطر.
 

تعرفوا على رابع استادات #قطر٢٠٢٢ جاهزية، استاد أحمد بن علي في مدينة الريان. pic.twitter.com/xJ1UAsaT4k

شارك: