الشناوي ولا شوبير؟
لو طرحنا هذا السؤال من أسبوعين فقط؛ لرفض الكثيرون -وأنا منهم- مجرد الفكرة كيفية المقارنة -مجرد مقارنة- بين حارس دولي مخضرم لعب كأس عالم وشارك في الأولمبياد، وحارس صاعد لم يلعب مع الأهلي سوى مباريات تُعَدّ على أصبع اليد الواحدة.
لكنها الكرة المستديرة المجنونة، فعلتها، وجاء اليوم أسرع مما يتصور جهابذة الكرة المصرية وأصبح سؤال الساعة في الوسط الرياضي "مين أولى بحراسة مرمى النادي الأهلي يوم الأحد المقبل أمام الوداد في كازابلانكا محمد الشناوي أم مصطفى شوبير؟ الخبرة ولّا الشباب؟ التاريخ ولّا الحاضر؟ الدولي أم المحلي؟!
تألق مصطفى شوبير في لقاء الذهاب أمام الوداد - الذي لعب القدر دور البطولة المطلقة في مشاركته - إذ وُضِع مستر كولر، المدير الفني لفريق الأهلي، في هذا الاختيار والاختبار الصعب؛ لأن قبل هذا التاريخ لم يكن أصلًا مثل هذا السؤال مطروحًا من الأساس، أو له محل من الإعراب.
بدأت القصة قبل لقاء الوداد في القاهرة، بعد تناول كولر حبوب الشجاعة ورفضه مشاركة الشناوي رغم اكتمال شفائه، وكانت وجهه نظر المدرب السويسري أن الحارس الكبير اكتمل شفاؤه طبيًّا لكنه غير جاهز فنيًّا؛ لأنه لم يتدرب مع الفريق منذ فترة، وقد راهن كولر على تألق البديل علنًا، وكأنه يقرأ الطالع.
كولر أمامه خياران، وفي حيرة حقيقية قبل اللقاء المصيري يوم الأحد أمام الوداد، إذا أشرك الشناوي وخرج الأهلي من البطولة؛ فستكون الاتهامات جاهزةً من نوعية "كان عليه أن يستمر في إعطاء الصاعد مصطفى شوبير الفرصة (لأن رجله في الملعب) بلغة الكرة.
وإذا خاطر كولر وراهن على الاختيار الأصعب وبدأ بشوبير وحدث أي خطأ؛ فستكون (سكاكين التقطيع والهجوم) جاهزةً وتتساءل: "كيف تجرأت يا كولر وجازفت بحارس صاعد أمام جماهير الوداد المتحمسة المتحفزة؟!".
وطبعًا إذا صعد الأهلي؛ فستكون اختيارات كولر -مهما كانت- هي العبقرية بعينها.. وبعيدًا عن لقاء الوداد، يبقى التأكيد بأن حراسة مرمى الأهلي سيُعاد ترسيمها من جديد، بمعنى أنّ ما قبل الوداد (حاجة) وما بعد مباراة الوداد (حاجة تانية خالص)، ولم يعد محمد الشناوي الملك المتوج بمفرده على عرش حراسة مرمى النادي الأهلي والمنتخب الوطني.
العرش يهتز، بل أصبح في خطر، والسؤال الآن: كم ستطول الفترة التي يستطيع فيها محمد الشناوي المحافظة على عرشه في النادي الأهلي والمنتخب الوطني؟ الإجابة في الملعب.
شارك:
أخبار ذات صلة
