السد يتخلى عن القمة وينهي الموسم القطري بلا ألقاب

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-23 17:31
لقطة من مباراة السد والعربي في نهائي كأس أمير قطر 2023 (twitter/ AlsaddSC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أُسدِل الستار على الموسم الكروي في دولة قطر والذي شهد سيطرة شِبه مُطلَقة للدحيل الفائز بثلاثة من أصل أربعة ألقاب، مع عودة العربي إلى منصات التتويج بنيل كأس الأمير، فيما غاب السد أكثر المتوجين على مدار التاريخ عن مشهد الفرح، وخسر كل شيء.

فَقَدَ السد لقبي الدوري وكأس الأمير، وحتى كأس قطر التي كان يحمل تاجها قبل ثلاثة أعوام، إذ لم تُقَمِ البطولة خلال عامَي جائحة كورونا. ولعل ما خسره السد من ألقاب، إضافةً إلى تراجع الأداء الجماعي وابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري، أَسَالَ الحبر الجاف وأثار جماهيره التي لم تَعْتَدْ أبدًا على عدم الفوز ولو بلقب واحد في كل موسم.

خسارة الدوري بسبب البداية السيئة

في طريق التحضير لكأس العالم قطر 2022، كانت جميع الأندية على معرفة بأن الأسابيع السبعة الأولى من دوري نجوم قطر ستُلعب دون اللاعبين الدوليين، ولأن السد يملك النصيب الأكبر منهم في صفوف العنابي، فقد عانى "الزعيم" بشكل كبير من البداية السيئة في الدوري، في وقتٍ لم يكن أشد المتشائمين يتوقع ما جرى مع السد منذ شارة الانطلاق.

خسارةٌ افتتاحيةٌ أمام المرخية 3-4، وتعادُلٌ مُحبِطٌ مع أم صلال 1-1 الذي لعب أكثر من 60 دقيقة بعشرة لاعبين، وبعد جولتَي سقوط أمام الغرافة 1-2، وتكرار نفس الأمر بالخسارة أمام الشمال 1-2، ومن ثم الوكرة بنفس النتيجة، كان الرصيد النقطي الذي جمعه الفريق أقل من المنتظر، فالحصول على 7 نقاط فقط من أصل 21 جعل المنافسة على اللقب شاقةً للغاية بعد العودة من المونديال.

عودة لم تُثمِر بعد كأس العالم

استعاد السد لاعبي المنتخب الوطني بعد مشاركتهم في نهائيات كأس العالم 2022، وبدأت الآلة الهجومية بالتحسن مع عودة أكرم عفيف والهيدوس وتنشيط بغداد بونجاح وكازورلا، خمسة انتصارات متتالية، منها (2-1) على الريان و(2-0) على العربي، و(3-1) على الغرافة؛ إذ كان يدرك لاعبو السد أن المباريات أشبه بنهائيات كؤوس، وازداد الضغط مع كل جولة، خصوصًا برؤية المتصدرين الدحيل والعربي وهما يواصلان حصد النقاط.

أولى العثرات كانت بالخسارة المفاجئة أمام الأهلي (1-2)، وبعد انتصارين معنويين، أتى التعادل القاتل أمام الدحيل (2-2) في اللحظات الأخيرة من اللقاء الذي كان فيه السد متفوقًا بهدفين؛ حتى دخل الوقت بدل الضائع، عند هذه المباراة بدا أن أمر التتويج باللقب صعب المنال مع اتساع الفارق النقطي.

ورغم محاولة السد الاحتفاظ ببصيص الأمل؛ لكن انتصارات الدحيل والعربي أنهت الأمور، فخسر السد اللقب، بل إنه لم ينافس على مركز الوصافة في الجولة الأخير، مُفضِّلًا إراحة جل لاعبيه ليخسر أمام العربي (1-2) ويحتل المركز الثالث.

نهاية حزينة بخسارة لقب كأس الأمير

تعرَّض السد لنكسةٍ في نهاية الموسم بعد أن خسر نهائي كأس قطر أمام الدحيل بالأداء والنتيجة (0-2)، ليفقد لقب البطولة التي كان يحمل لواءها قبل ثلاثة أعوام (لم تُقم خلال آخر عامين)، الخسارة أمام الدحيل وفقدان اللقب كان لهما أثر سلبي أكبر وضَاعَفَا من إحباط الفريق البعيد عن لقب الدوري خلال تلك الفترة.

ورغم أن السد مضى في طريقه لبلوغ المباراة النهائية لبطولة كأس الأمير، التي يحمل رقمها القياسي بـ 18 مرة؛ لكن الخوف من الهزيمة والخروج من الموسم بلا ألقاب، جعل لاعبي السد بعيدين عن التركيز حتى أمام الفرص السهلة بمواجهة مرمى العربي.

نهائي كبير في استاد أحمد بن علي المونديالي، شهد عودة مميزة للعربي، اقتنص فيها ثلاثة أهداف متتالية في الشوط الثاني، كبّدت الزعيم الخسارة القاسية وفقدان الفرصة الأخيرة للتتويج هذا الموسم.

لماذا خسر السد كل شيء؟

عاش السد في نفس الظروف التي عانى منها الدحيل وربما العربي؛ لكن السؤال المهم: "لماذا لم يحسن السد العودة مثلما فعل منافسوه هذا الموسم؟".

في مقدمة تلك العوامل يأتي عدم الانسجام التام مع المدير الفني الجديد، خوانما الذي تعاقد معه السد بداية الموسم في الوقت الذي كانت فيه أغلب العناصر الأساسية في عُهدة المنتخب القطري، فلم يعرف المساعد السابق لغوارديولا كيفية إعادة تشكيل الخط الهجومي للفريق، ولا كيفية إنشاء متاريس دفاعية تحميه من "غارات" المنافسين.

شتّان بين ما حققه السد الموسم الماضي بتسجيله 20 فوزًا وتعادلين اثنين دون أن يتلقى أي هزيمة، وإحراز 80 هدفًا وتلقيه 24 فقط، وبين المحصلة التي حققها هذا الموسم (14 فوزًا وتعادلين، و6 هزائم، سجل 46 هدفًا، واستقبلت شباكه 26 هدفًا).

السد القطري.. موسم بلا ألقاب

لم يُحسِن خوانما إدارة المباريات، إذ عانى السد في كثير منها، وكان يحقق الفوز بشق الأنفس، فإما أن يسجل مبكرًا ويحافظ على النتيجة حتى النهاية أو يتأخر لأكثر من ساعة في اللعب لإحراز الأهداف والخروج بنقاط الفوز.

والمتأمل بالتحليل للانتصارات الـ 14 التي حققها الفريق هذا الموسم، سيجد أن السد حقق الفوز بفارق هدف أو اثنين على الأكثر، مع استثناء فوزيه الكبيرين على السيلية الذي هبط في النهاية (4-0)، وعلى الوكرة المتراجع وقتها بـنتيجة (4-2)، في حين أنه سجل انتصارات مدوية وتاريخية الموسم الماضي، منها (8-2) على الأهلي، و(7-2) على الشمال، و(6-0) على الوكرة، و(4-0) على العربي.

أمّا تكتيكيًّا، فرغم تثبيت العناصر منذ الموسم الماضي تقريبًا، بل تعزيزها بوصول المغربي أيوب الكعبي في خط الهجوم، لم يتمكن خوانما من تطوير الأداء واستخراج الأفضل من اللاعبين، فأصبحت ألعاب السد مُتوقعةً ومكشوفة أمام أعين المدربين الآخرين، الأمر الذي سهّل إيقاف الآلة الهجومية، حيث أنهى بغداد بونجاح الدوري بتسجيله 13 هدفًا، وأكرم عفيف عند 10 أهداف، ويأتي بعدهما بفارق كبير كل من كازورلا وغيليرمي وتاباتا؛ إذ سجل كل منهم 4 أهداف.

كيف سيعود السد الموسم المقبل؟

لم يتأخر السد في إعلان أولى الصفقات الكبيرة للموسم المقبل؛ إذ تعاقد مع الظهير المهاجم البرازيلي أوتافيو قادمًا من فولفسبورغ الألماني، ولا يزال الحديث عن صفقات كبرى مستمرًا، حيث يدور الحديث عن التعاقد مع الكولومبي ماثيوس أوريبي قادمًا من بورتو البرتغالي، كما أن بعض المصادر الصحفية العالمية أشارت إلى أن البرازيلي لوكاس مورا قد يكون أحد الخيارات الهجومية، وهو ما يعني حتمًا تعديل قائمة المحترفين التي امتلكها السد خلال الموسمين الماضيين.

ويظل تقييم أداء المدرب خوانما رهن إدارة السد التي ربما تمنحه فرصةً أخرى جديدة مع تعزيزات كبيرة في قائمة الفريق، وربما تستغني عنه، بحثًا عن اسم أكبر، سبق أن عاش تجربة عربية أو خليجية قد تساعد في إيجاد الانسجام مع الفريق الذي لن ترضى جماهيره إلا بعودته إلى البطولات محليًّا وآسيويًّا.

شارك: