الرجاء الرياضي أمام 3 تحديات كبرى قبل الموسم القادم
يستعد نادي الرجاء الرياضي المغربي لدخول موسم كروي يعد من بين الأصعب والأكثر تعقيداً في الأعوام الأخيرة، حيث يواجه ثلاثة تحديات مصيرية قد تحدد مستقبل الفريق على المدى القريب والبعيد، في ظل أوضاع مالية دقيقة وظروف رياضية استثنائية.
سيكون الفريق الرجاوي مع نهاية الموسم الكروي الحالي على موعد مع الجمعية العمومية القادمة التي ستحدد أعضاء مجلس الإدارة الجديد الذي سيقود "النسور الخضر" في ظروف حساسة وصعبة، بسبب توالي الأزمات في الأعوام الأخيرة.
رفع عقوبة المنع من التعاقدات
أول وأكبر التحديات يتمثل في رفع عقوبة المنع من التعاقدات المفروضة على الرجاء من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على خلفية نزاعات مالية مع عدد من اللاعبين والمدربين السابقين.
وقد كبلت هذه العقوبة النادي في فترات متقطعة، وحرمته من تعزيز صفوفه بلاعبين جدد في فترات حاسمة، مما أسهم في اهتزاز المستوى الفني للفريق.
الإدارة الحالية تجد نفسها أمام سباق مع الزمن لتسوية الملفات العالقة، عبر التوصل إلى اتفاقيات تسوية أو دفع المستحقات المتأخرة، في ظل شح الموارد وارتفاع قيمة المطالبات.
ورغم التحركات الإدارية الجادة، يبقى الخطر قائماً بأن يستهل الفريق موسمه الجديد وهو لا يزال مقيداً في سوق الانتقالات.
إقناع الركائز بالبقاء
معركة التجديد تعد التحدي الثاني الذي لا يقل أهمية لفريق الرجاء، ويتمثل في إقناع الركائز الأساسية للفريق بتجديد عقودهم، في وقت تكثر فيه العروض من أندية داخلية وخارجية، وتزداد الإغراءات المالية.
عدد من النجوم الذين صنعوا الفارق في المواسم الماضية، تنتهي عقودهم نهاية الموسم الحالي، فيما يفضّل البعض منهم خوض تجارب احترافية جديدة خارج أسوار مركب محمد الخامس.
وتدرك إدارة الرجاء أن فقدان عناصر من الركائز في ظل العجز عن تعويضهم بلاعبين جدد بسبب المنع من التعاقدات، قد يضع الفريق في وضعية رياضية حرجة تهدد توازنه في المنافسات المحلية والقارية.
إستراتيجية الإدارة ترتكز على بناء خطاب ثقة مع اللاعبين، وتقديم مشروع رياضي واضح يتضمن وعوداً بتحسين الأجور مستقبلاً، ومشاركة الفريق في منافسات قارية بارزة، ما قد يحفزهم على تجديد الولاء للنادي.
التعزيز وسط الأزمة
التحدي الثالث يرتبط بقدرة الرجاء على تدعيم صفوفه بلاعبين جيدين في حال رفع العقوبة، وهو أمر يبدو ضرورياً في ظل اتساع الفجوة الفنية مع بعض المنافسين المحليين الذين يتمتعون بقدرات مالية وتنظيمية أكبر، مثل الوداد والجيش الملكي.
لكن الأزمة المالية الخانقة ترغم النادي على انتهاج سياسة تقشفية حذرة، ما يعني أن الصفقات القادمة –إذا ما تمت– ستكون مبنية على معايير دقيقة: لاعبين شباب بصفقات انتقال حر، أو استعارات منخفضة التكلفة.