الدوري السعودي.. وجهة "ثراء" للاعبي الدوري المغربي

2021-06-08 09:01
وليد أزارو لاعب الاتفاق السعودي رفقة محمد الناهيري لاعب العين السعودي بقميص المغرب (Getty)
Source
+ الخط -

عاد الدوري السعودي لفتح أبوابه من جديد أمام الدولي المغربي كريم البركاوي، مهاجم فريق حسنية أكادير، وثاني هدافي الدوري خلال موسم 2020/2019، بإعلان نادي الرائد حسم الصفقة لصالحه، بعقد يمتد لموسمين كرويين.

وأدار كريم البركاوي ظهره لعرض فرنسي من لوهافر قبل أسابيع، لكنه لم يصمد طويلاً أمام إغراءات الرائد السعودي، الذي استهل المفاوضات مع نظيره حسنية أكادير قبل أيام فقط، لتُكلل الصفقة بالنجاح، ويصبح ثالث مغربي يعزز كتيبة الفريق، بعد كل من محمد فوزير، وجلال الداودي، واللاعب المغربي رقم 14 في الدوري السعودي الممتاز.

وأسهمت سمعة الدوري السعودي بالمغرب بعد بزوغ نجم ثلة من الأسماء المحلية، أبرزها عبد الرزاق حمد الله هداف النصر السعودي، في تشجيع اللاعبين على خوض تجربة عربية-خليجية، بعد أن كانت أوروبا الحلم الذي راود العناصر الكروية بتكوين محلي خالص خلال سنوات مضت.

وجهة ثراء للاعب المحلي

لا شك في أن الجانب المالي في الصفقات يبقى هاجس الأندية واللاعبين، والغلبة تكون في مناسبات عدة للعقد الأكثر سخاءً، ويمر المشروع الكروي إلى الدرجة الثانية من الأولويات التي تُسيطر على كواليس الحسم.

ويمنح الدوري السعودي اللاعبين المغاربة المحليين امتيازات خاصة، سواء تعلق الأمر بالراتب السنوي، أو منح المباريات، أو قيمة صفقات التوقيع التي تستفيد منها الأندية المالكة لعقود اللاعبين، مقابل الموافقة على رحيلهم.

محمد الناهيري، لاعب الوداد البيضاوي السابق والمنتقل حديثاً إلى صفوف العين السعودي، حطّم كل الأرقام القياسية بعد اتفاق مع النادي يقضي بحصوله على راتب سنوي يتجاوز نصف المليون دولار، وهو رقم كبير مقارنة بمداخيله عندما كان لاعبا بالدوري المغربي؛ إذ لم يتجاوز عقد ارتباطه بـ"القلعة الحمراء" حاجز  الـ200 ألف دولار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وفي وقت تلوح فيه أزمة المستحقات داخل الدوري المغربي نهاية كل موسم كروي، بين رواتب متأخرة ومنح غير مدفوعة، يجد اللاعب المحلي نفسه أمام فرصة "الانعتاق" باختيار وجهة تضمن على الأقل مدخولا مقبولا، بالموازاة مع شهرة الدوري والامتيازات التي قد يقدمها لوافديه الجدد.

سمعة الدوري السعودي تضرب بقوة

تحولت اهتمامات الجماهير المغربية خلال السنوات الأخيرة صوب الدوري السعودي الذي أصبح وجهة لمجموعة من الدوليين المغاربة، خصوصاً بعد مشاركة المنتخب الأخيرة بنهائيات كأس العالم روسيا 2018، والتحاق أربعة عناصر من نجوم "أسود الأطلس" بأندية بالسعودية، في وقت كانت المؤشرات تتجه إلى خوضهم تجارب جديدة بأوروبا، بعد أداء مقنع في العرس الكروي العالمي.

وأصبحت "ديربيات" السعودية ومشاركات أندية الدوري الآسيوي، تثير فضول الأنصار، وتفرض مكانة ضمن أجندة المواعيد الكروية الأكثر متابعة نهاية كل أسبوع، بسبب السمعة التي اكتسبتها بجذبها ثلة من الأسماء البارزة من لاعبين ومدربين، وقوة المنافسة بين أقطابها.

وقد أسهمت المنشآت الرياضية وشغف المدرجات والميزانية المرصودة من طرف هيئة الرياضة لصالح الأندية؛ في تطور الدوري خلال السنوات الأخيرة، وتحوله إلى وجهة يتهافت عليها اللاعبون، منهم العرب والأجانب، الذين أثروا المشهد الكروي بحضورهم اللافت.

تجارب ناجحة

من التجارب الناجحة يطلُّ اسم أحمد البهجة (اللاعب السابق في المنتخب الوطني وصفوف اتحاد جدة والنصر)، وهشام أبو شروان الذي اكتسب شعبية كبيرة من خلال تجربته مع قطبي السعودية، وعبد الرزاق حمد الله (هداف النصر التاريخي)؛ كلها تجارب ناجحة مهّدت الطريق أمام أسماء كروية مغربية لخوض المغامرة السعودية.

وبلغة الأرقام فإن مرور حمد الله ولحدود ما قبل انطلاقة الموسم الكروي السعودي، يبقى الأفضل، وحصيلته التهديفية مع النصر وصلت إلى 81 هدفاً، وذلك منذ توقيعه في كشوفات النادي في آب/ أغسطس 2018، فالجلاد كما تلقبه الجماهير لم يرحم الأرقام القياسية، وظل متربعاً على عرش الأفضل خلال الموسمين اللذين قضاهما رفقة المجموعة.

نور الدين أمرابط، زميله في النصر السعودي وخريج الدوري الهولندي، هو من اللاعبين الذين لاقى مرورهم في الدوري إشعاعاً، فقتاليته على المستطيل الأخضر، ومساندته الدائمة للفريق حتى عندما يغيب اضطراراً، جعلت له مكانة خاصة في قلوب "النصراوية".

أما اتحاد جدة فقد تشبّث قبل نهاية الموسم الكروي الجاري بخدمات العميد كريم الأحمدي، مع أن الأخير توصل بعرض لإنهاء مسيرته بفريقه الأم تفينتي، إلا أنه قرر تمديد مقامه بالدوري وتجديد العقد الذي يربطه بـ"الأصفر"، والسبب كما صرح سابقا لوسائل الإعلام، الاستقرار والأجواء الإيجابية التي وجدها في ملاعب السعودية.

وفي السياق ذاته، حطّ وليد أزارو (لاعب الأهلي المصري السابق) الرحال رسميا، اليوم الجمعة، مجددا بالسعودية للدفاع عن ألوان نادي الاتفاق، بعد إنهاء مفاوضات عودته بشكل رسمي، وشراء عقده بشكل نهائي من ممثل الكرة المصرية، بعد نصف موسم قضاه معاراً، وتمكن خلاله من كسب رضا الطاقم التقني.

شارك: