الدوري الجزائري | أول قرار رسمي للحد من العنف وخطاب الكراهية
عرفت الفترة الأخيرة العديد من الأحداث المؤسفة في الدوري الجزائري، حيث شهدت ملاعب كرة القدم تجاوزات كبيرة، ليصل الأمر إلى وفاة أحد مشجعي نادي مولودية العاصمة، ما دفع الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" بقيادة رئيسه وليد صادي لاتخاذ العديد من القرارات واستدعاء رؤساء الأندية من أجل الخروج بإجراءات للحد من ظاهرة العنف.
وألقى متتبعو الدوري الجزائري بسهامهم نحو العديد من المحللين والإعلاميين الرياضيين، ناهيك عن بعض القنوات التلفزيونية، مؤكدين أن خطابهم الإعلامي أو آراءهم التحليلية ساهمت بشكل أو بآخر في تأجيج الوضع وتأليب الجماهير الكروية على بعضها البعض، في ظل ما وُصف بخطاب الكراهية أو الانحياز في التحليل، ما يتسبب في احتقان كبير بين الأنصار.
وبعد إجراءات "الفاف" المختلفة، أصدرت وزارة الاتصال الجزائرية قرارات جديدة صارمة في مذكرة تم إرسالها إلى المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة، والتي تتحدث بشكل خاص عن "خطاب الإعلام الرياضي"، الذي تُشدد الوزارة المعنية على ترقيته بما يخدم الجمهور الرياضي في الجزائر ويُجنب أي تجاوزات ممكنة في المستقبل.
وزارة الاتصال تشدد على الموضوعية في تحليل مباريات الدوري الجزائري
وأبدت وزارة الاتصال رفضها المطلق لأي انزلاق أو خطاب يهدد "استقرار وتماسك وتجانس الإعلام الرياضي في الجزائر"، ولذلك أصدرت مذكرة تضمنت توجيهات عديدة أبرزها "السهر على محاربة خطاب الكراهية والتمييز في البرامج التلفزيونية وعبر مختلف الوسائل الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي".
وشددت الوزارة على ضرورة "التحلي بالمهنية والموضوعية والحياد في التحليل الرياضي، وكذا نبذ التحيز أو التفضيل بين الأندية والفرق، مما يُغذي روح الكراهية والتشنج"، ناهيك عن "منع البرامج الرديئة والسطحية" والتحذير من التشهير أو المساس بالحياة الشخصية لكل الفاعلين في الدوري الجزائري، من لاعبين ومدربين وحكام ومسيرين.
وركزت المذكرة بشكل كبير على ضرورة احترام المشاهد وانتقاء محللين أو إعلاميين متخصصين بدلا من اللجوء إلى من وصفتهم بـ"المتطفلين على الاختصاص"، وذلك لتفادي الشعبوية في التحليل الرياضي لمباريات الدوري الجزائري أو مختلف الرياضات والبطولات، ما يؤدي بالضرورة إلى زيادة درجة الاحتقان، كما أوصت بفرض "التقيد التام بميثاق أخلاقيات المهنة وتجنب السلوكات الاستفزازية أو العدوانية".
الجهة المستضيفة تتحمل مسؤولية أي انحراف أو تجاوز إعلامي
ولأن بعض الحصص التلفزيونية، كانت منبرا للتحليل "العشوائي" المثير للفتنة والجدل في أوساط الرأي العام وجماهير الدوري الجزائري، فقد أكدت المذكرة الوزارية أن "الجهة المستضيفة تتحمل كامل المسؤولية عن أي انحراف أو تجاوز يحدث على منبرها الإعلامي"، مع ضرورة الحد من الترويج للسلبيات والتصرفات السيئة في المجال الرياضي مثل العنف والشغب.
وشجعت المذكرة الصحافيين على التدريب المستمر في مجالات تحليل الأداء الرياضي وقوانين التحكيم، كما طالبت بمراجعة الخطاب الرياضي في التعليق المباشر لمباريات الدوري الجزائري تفاديا للانحياز أو الانفعال الشخصي من طرف المعلقين، مع تجنب استخدام مصطلحات تقبل التأويل أو تتضمن حمولة عاطفية تُظهر الانتماء الرياضي.