الخنوس: عشت أكبر أحلامي في مونديال قطر

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-08 02:02
أرشيفية - المغربي بلال الخنوس لاعب نادي جينك البلجيكي من مباراة المغرب وكرواتيا بمونديال قطر (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أجرت صحيفة "HUMO" الهولندية، حوارًا مطولًا مع الدولي المغربي بلال الخنوس، كشف فيه الكثير من الأمور التي تهم بداياته في عالم الكرة، وطموحاته المستقبلية، ومشاركته رفقة المنتخب المغربي، الذي فضله على المنتخب البلجيكي في مونديال قطر 2022، فضلًا علاقته بالجمهور المغربي، وبعض خصوصياته الأسرية والعاطفية.

الخنوس لم يندم على مغادرة أندرلخت البلجيكي

واستهل الخنوس حديثه، بالكشف عن المراكز التي لعب فيها خلال مسيرته الكروية؛ حيث لعب في البداية بمركز الجناح الأيسر، والجناح الأيمن، وخط الوسط، وحتى مركز مهاجم صريح، وتابع: "في السنوات الأخيرة، لعبت بشكل أساسي في وسط الميدان كصانع للعب، ما جعلني بعيدًا عن مرمى المنافسين ولا أسجل الأهداف إلا نادرًا، لا أشعر أنني مهاجم بالمعنى الحرفي للكلمة، لا أحب انتظار الكرة، أنا لاعب استمتع بكرة القدم، أريد الحرية، لطالما شعرت بأنني رقم 10، في هذا المركز أشعر بأنني أقوى".

وتذكر بلال الخنوس، لاعب جينك البلجيكي، هدفه الأول رفقة ناديه الذي سجله في مرمى فريقه السابق، أندرلخت، الذي ترعرع في فئاته الصغرى، وأكمل: "لعبت عشر سنوات مع فئات أندرلخت، عندما بدأت معه في سن الخامسة، حلمت بأن أصبح لاعب كرة قدم محترف، لكنني لم أتمكن من تحقيق هذا الحلم هناك، العديد من الأمور لم تكن تعجبني في فريقي السابق، عكس جينك الذي حققت فيه الكثير من أحلامي".

إحصائيات كرة القدم خادعة

واعترض الخنوس، على تقييم مستوى اللاعبين عبر إحصائيات تهمّ عدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة، وأوضح قائلًا: "في الواقع، هناك الكثير من الأشياء التي لا تعكس الحقيقة في إحصائيات كرة القدم، رغم أنها باتت تطغى على اهتمام المحللين والجماهير".

وتابع: "بينما يرى الجميع أنني غالبًا ما أصنع الفارق وأقدم العديد من التمريرات المفتاحية التي تربك دفاع الخصم، لكنها لا تكون غالبًا التمريرة الأخيرة قبل الهدف، ولا تحتسب لي، بل يتم احتسابها لصالح صاحب آخر تمريرة قبل تسجيل الهدف، علمًا أن تمريرتي كانت السبب الرئيسي في صنع الهجمة من الأساس، لا سيما أنها كثيرًا ما تكون خادعة وتربك دفاع المنافس، حسنًا، لا تهمني الإحصائيات، الأهم عندي أن الخبراء وزملائي في الفريق يقدّرون ذلك".

الخنوس يعترف بفضل والديه ومدربيه في نجاحه

وكشف الدولي المغربي أن والده ظل داعمه الأول وسنده في مسيرته الكروية، موضحًا أنه دائمًا كان يقول إن كرة القدم في نهاية المطاف مجرد لعبة، عليه أن يستمتع بها، وتابع: "لم يكن والدي يضغط علي، بل كان يشجعني ويدعمني لكنه في المقابل كان دائمًا يقول لي إذا كنت أريد التوقف عن كرة القدم من الغد، فلا بأس بذلك أيضًا، ما شكل مصدر اطمئنان لي".

وأبدى الخنوس امتنانه لمدربه ووتر فرانكلين، الذي منحه الفرصة في نهاية الموسم الماضي، حينما كان يلعب مع فريق جينك تحت 18 سنة، وأشركه مع الفريق الأول في مباراة أمام نادي ميشلين، وتابع: "أصيب اللاعب لوكا أوين صيف العام الماضي، وتوجهت إلى المدرب وطلبت منه الاعتماد علي، وأبديت إصراري على ذلك، فمنحني الفرصة مجددًا في الجولة الأولى من الموسم أمام ستاندار دو لييغ، ومنذ ذلك الحين أصبحت لاعبًا أساسيًا في الفريق، بل حظيت بخوض المونديال في قطر مع المغرب".

عشت في قطر أشدّ أحلامي جنونًا

وأبدى الخنوس الكثير من الأحاسيس الجياشة وهو يتحدث عن تجربته في قطر، وتابع: "عشت حلمًا في ملاعب قطر، ليس لدي كلمات للتعبير عن ذلك، في سن 18 لعبت نصف نهائي المونديال، لم أكن أتوقع ذلك حتى في أشد أحلامي جنونًا، ثم إن هذا الإنجاز كان مع المغرب وليس مع بلجيكا مثلًا، أول بلد أفريقي يصل إلى هذا الدور في بطولة العالم، لقد أسهمت في كتابة التاريخ مع بلدي وأنا ابن 18 ربيعًا، هذا أمر لا يصدق".

وأكمل: "اليوم أنا بطل في نظر أبناء بلدي، لكن الأغرب منه، أنني فجأة وجدت نفسي مع نجوم كنت أراها قدوة لي ولم أحلم حتى بلقاء عابر معها، لكنني في قطر، كنت معهم في الفريق ذاته، وغرفة الملابس نفسها، كحكيم زياش الذي كنت أطمح أن أصبح مثله يومًا ما، لأجدني رفيقًا له في المنتخب، أنا أشبهه كثيرًا في طريقة لعبه".

وأكد الخنوس أن اختياره للعب للمنتخب المغربي، رغم إلحاح الاتحاد البلجيكي على ضمه لمنتخب "الشياطين الحمر" كان خيار القلب، تكريمًا لجده الراحل، الذي هاجر من المغرب إلى بلجيكا من أجل تحسين ظروف الأسرة، مبديًا أسفه أنه لم يعش لحظة مشاركته في المونديال مع المغرب.

كواليس المشاركة في المباراة الترتيبية لمونديال قطر

وكشف الخنوس، عن كواليس مشاركته في مباراة الترتيب أمام كرواتيا خلال مونديال قطر، قائلًا: "لم أعرف أنني سأكون ضمن التشكيلة، إلا في صباح يوم المباراة، لكن في الليلة السابقة كنت قد تلقيت تلميحًا بالفعل، كان الوقت متأخرًا عندما عدت إلى غرفتي، وفي الردهة التقيت بفوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي الذي طلب مني أن أخلد للنوم مبكرًا لأنني قد ألعب غدًا أمام كرواتيا، لم آخذ كلامه على محمل الجد واعتبرته مجرد تحفيز من رجل مسؤول".

وتابع: "في صباح اليوم الموالي، وأثناء وجبة الإفطار، سألني المدير الفني وليد الركراكي إن كنت مستعدًا للعب، فأكدت له أنني هنا من أجل اللعب طبعًا، فأخبرني أنني سأكون ضمن تشكيلة البداية، تناولت إفطاري وذهبت بسرعة إلى ملعب التدريب، تمددت على العشب، هذه طريقتي في التركيز وتصفية ذهني".

أعلى صفقة في تاريخ الدوري البلجيكي

وأوضح الدولي المغربي أن ناديه تلقى العديد من العروض بشأنه، من مانشستر سيتي ونابولي الإيطالي، وأياكس أمستردام، مضيفًا أن إدارة نادي جينك، تحاول جعله الصفقة الأغلى في تاريخ الدوري البلجيكي، عندما يرحل الصيف المقبل، في ظل العديد من العروض من كبار الأندية الأوروبية، وتابع: "يحمل تشارلز دي كيتليري الرقم القياسي الآن، دفع ميلان 35 مليون دولار لنادي بروج، إذا حصل جينك على المزيد بالنسبة لي لاحقًا، فهذا رائع".

وأبدى الخنوس عدم اهتمامه بشعور ناديه السابق أندرلخت في حال تمت بالفعل صفقة انتقاله بمقابل كبير الصيف المقبل، وأوضح بقوله: "لم أشعر بالتقدير هناك وهو ما كان يثير غضبي، أعتقد أنني كنت دائمًا من بين الأفضل في جميع الفئات العمرية، وكنت أعاني كثيرًا في دكة البدلاء، دون إبداء سبب مقنع، رحيلي إلى جينك كان قرارًا صائبًا".

الإيمان والصلاة وشغف الجماهير وملحمة قطر!

واعتبر الخنوس أن نضجه المبكر وعقلانيته في اتخاذ القرارات رغم سنه المبكرة، ترتبط بشكل أساسي بإيمانه بتعاليم الدين الإسلامي، واعتقاده يقينا أن كل شيء في نهاية المطاف بيد الله، وما عليه إلا أن يجتهد وينتظر التوفيق منه، وتابع: هناك بعض اللاعبين الشباب الذين يريدون حرق المراحل، ويغضبون بسرعة إذا لم يصلوا أهدافهم، هذه ليست طريقة تفكيري، صحيح أنني أتوق لخوض دوري أبطال أوروبا، لكنني انتظر بصبر فرصتي، على المرء أن يتحلى بالإيمان والصبر، وأن نكون شاكرين لما نحصل عليه مهما كان".

الخنوس يؤكد أنه لا يرد على الفتيات

وصرح متوسط ميدان جينك، أن المنتخب المغربي كان يواظب على الصلوات جماعة في قطر، لا سيما أن مهاجم تولوز زكرياء أبو خلال حافظ للقرآن وكان يؤمهم في الصلاة، وتابع: "من خلال الصلاة كنا نشعر بالتحامنا كفريق واحد، لقد ساعدنا ذلك في تحقيق الإنجاز في قطر، كما أن المشاهد التي كانت تصلنا من الفرحة التي خلّفها تألقنا في المغرب وفي كل البلدان العربية والأفريقية، زادتنا قوة وعزيمة، بذلنا أكثر من جهدنا، حتى أن رومان سايس قائد المنتخب المغربي لعب بإصابة في أوتار الركبة، وظل سفيان أمرابط يعاني من ألام مبرحة في الظهر في المستشفى حتى وقت متأخر من الليل، لكن في اليوم الموالي قدم مباراة كبيرة أمام البرتغال، لقد كانت ملحمة حقيقة لن تنمحي من ذاكرتي وسأرويها لأولادي (ضاحكًا)".

الشهرة مزعجة ولا أردّ على الفتيات.. ورونالدينيو ليس قدوتي

وقال بلال أن الجانب السلبي من نجاحه هو كونه بات "مشهورًا" ولم يعد بإمكانه تناول وجبة هادئة مع أصدقائه في مكان عمومي، وتابع: "إنه أمر متعب بشكل خاص في المغرب، أنا حقًا لا أستطيع التجول هناك دون أن يتم التعرف عليّ، الوضع نفسه أعيشه في بروكسل أيضًا، لا سيما أن هناك يعيش العديد من الأشخاص من أصول مغربية ويريد الجميع تصوير فيديو معي لإرساله إلى العائلة، هذا مزعج خاصة عندما أريد تناول وجبة في مطعم مع أصدقائي؛ لذلك أصبحت أفضل الوجبات الجاهزة، وفي كثير من الأحيان نأكل في موقف للسيارات، لنتحدث بعديًا عن المشجعين".

وأكمل: "لست من نوع اللاعبين الذين بمجرد حصولهم على أجور عالية، يبدؤون في صرفها على الملابس والسيارات والإكسسوارت الباهظة، عليك أن تكون ذكيًا وأن تكون حذرًا، فقط فكر في كيفية تعامل النجم البرازيلي السابق رونالدينيو مع أمواله، لم يبقَ لديه شيء، صرف كل ثروته على الحفلات".

وبخصوص علاقته بالفتيات، قال الخنوس، إنه حريص جدًا في التعامل مع هذا الجانب، في ظل ما حدث مع أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، الذي اتُهم بالاغتصاب من قبل فتاة تعرف عليها على منصة إنستغرام، وتابع قائلًا: "أنا لا أرد على الرسائل من الفتيات اللاتي لا أعرفهن، لا أحد يعرف نواياهن الحقيقة، وبالمناسبة، أبلغ من العمر 18 عامًا، لذلك أريد فقط أن ألعب كرة القدم وأستمتع بها".

شارك: