الجانب المظلم من صفقة مبابي إلى ريال مدريد
انتقل كيليان مبابي أخيرًا إلى ريال مدريد وحقق حلم طفولته، لتزداد قوة الفريق الملكي قوةً فوق قوتها، إذ من المفترض أن يكون اللاعب الفرنسي حبة الكرزة فوق الكعكة كما يقولون، لكن مع ذلك فإن صفقة مبابي قد تحمل في طياتها جانبًا مظلمًا.
انضم مبابي (25 عامًا) إلى زمرة نجوم الميرينغي أمثال البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو غويس، والإنجليزي جود بيلينغهام.. أسماء من المرجح أن تعتلي منصة الكرة الذهبية في غضون أعوام قليلة للغاية، إن لم يفعلوها هذا العام 2024.
الآن أصبحت تشكيلة ريال مدريد أقرب إلى الكمال، فالفريق يمتلك نجومًا لامعة في كل المراكز بوفرة غير مسبوقة في تاريخه، بدايةً من حارسي المرمى كورتوا ولونين، وصولًا إلى الهجوم الذي سيقوده مبابي بجانب فينيسيوس وبيلينغهام.
مع ذلك، يمكن القلق قليلًا من صفقة مبابي وهو شعور قد يخالج مشجعي الفريق مع بداية الموسم، بالنظر إلى عدة اعتبارات.
لِمَ القلق من صفقة مبابي للريال؟
في الحقيقة، يعتمد ريال مدريد في الأساس على العشوائية الهجومية في الثلث الأخير من الملعب، فالمدرب كارلو أنشيلوتي يمنح فينيسيوس وبيلينغهام ورودريغو حرية شبة مطلقة في التصرف بالكرة، سواء بالمراوغات أو التسديد أو الصناعة.
هذه النقطة تحديدًا سر تفوق ريال مدريد في الأعوام الأخيرة، المدرب يولي كل ثقته بالمهاجمين ويعطيهم فرصة الابتكار، بعيدًا عن التقيد بالتعليمات التكتيكية الصارمة التي تجعل المهاجمين يتبعون نمط الإنسان الآلي بمبدأ "لا أفكار خارج الصندوق".
وفادة مبابي قد تقتل صفة الابتكار لدى مهاجمي ريال مدريد، وتحجّم قدراتهم الابتكارية المعهودة التي دأبوا عليها في السنوات الأخيرة، فنجم بحجم مبابي قد لا تروقه فكرة العشوائية والاعتماد على المهارات الفردية البحتة في الثلث الأخير.
امتيازات باهظة في صفقة مبابي
حظي عقد مبابي مع ريال مدريد بعدة امتيازات قد تصنع نوعًا من الغيرة لدى النجوم الآخرين في الفريق، فمثلًا سيحصل على مكافأة توقيع بقيمة 150 مليون يورو كهدية شخصية من النادي له، حسب مصادر إذاعة بي بي سي البريطانية.
كما سيحتفظ اللاعب بنسبة 80٪ من حقوق الصورة، وهي ميزة لم يمنحها النادي لأي لاعب في قائمته الحالية.. هذا الاعتبار قد يقودنا إلى مطالبة بعض نجوم الفريق بامتيازات مماثلة لمبابي -إن لم تكن أكبر- من أجل إبرام عقد جديد.
تنافسية في التسجيل
النقطة الأخرى، أن ريال مدريد يحظى بوفرة في عدد اللاعبين الهدافين، والآن انضم إليهم مبابي الذي سيحاول اقتناص كل فرصة من أجل التسجيل، أي أن التنافسية على إحراز الأهداف زادت داخل الفريق، وهي نقطة قد تكون في غير صالح الفريق.
تعلمنا من تاريخ كرة القدم الحديث، أن اكتظاظ النجوم في تشكيلة واحدة في الغالب يضر ولا ينفع، فحتى فريق ريال مدريد في أوائل الألفية الذي احتوى على رونالدو الظاهرة وفيغو وبيكهام وزيدان والبقية.. لم يحقق شيئًا ملموسًا على أرض الواقع.
هل تتذكرون العمالقة الثلاثة في فريق بروكلين الأمريكي لكرة السلة عام 2021؟ بعد فترة وجيزة أراد جيمس هاردن الرحيل، فيما تدهورت العلاقة بين كيفن دورانت وكيريف إيرفنغ.. أحيانًا لا يجدي نفعًا مع وفرة المواهب معًا، في كل الرياضات عمومًا.
الثلاثي نيمار وميسي ومبابي في باريس سان جيرمان عانوا بوضوح في إيجاد توليفة هجومية مناسبة وبدا أن كل لاعب له نمط تكتيكي معين لا يناسب زميله.. وجود مبابي وبيلينغهام وفينينسيوس ورودريغو، قد يصنع نوعًا من التنافسية السلبية داخل الفريق.
في الموسم المنقضي للتو، يمتلك الفريق 5 لاعبين تخطوا حاجز 10 أهداف، ولاعبين اثنين فاقوا 20 هدفًا، كما في الجدول.
قد يُحيّد مبابي قليلًا تقدم بيلينغهام المعهود وتسجيله للأهداف، فالفريق أصبح يمتلك بالفعل رأس حربة صريح من الطراز الرفيع، ولا حاجة لتقدم بيلينغهام داخل منطقة الجزاء كما اعتاد في الموسم الماضي، هذه مجرد فرضية قد تتحول إلى واقع.
لاعب | هدف | أسيست |
---|---|---|
فينيسيوس | 24 | 11 |
بيلينغهام | 23 | 13 |
رودريغو | 17 | 9 |
خوسيلو | 17 | 3 |
إبراهيم دياز | 12 | 9 |