المنتخب الإيطالي يبحث عن أول انتصار على ألمانيا من 13 عاماً
تتجه الأنظار مساء يوم الخميس إلى ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الذي يحتضن مباراة كلاسيكو أوروبا بين المنتخبين الإيطالي والألماني في ذهاب الدور ربع النهائي للنسخة الرابعة من بطولة دوري الأمم الأوروبية.
وتتخذ المواجهة بين الأتزوري والمانشافت أهمية بالغة، ليس بسبب تاريخها العريق والمواجهات التي جمعت الفريقين في الماضي، ولكن لأنها ستحدد هوية البلد المستضيف للأدوار النهائية للمسابقة في النسخة الحالية، حيث منح اليويفا شرف تنظيم مباراتي الدور نصف النهائي والمباراة النهائية للمنتخب الفائز بهذه المباراة بحيث تجري المنافسات في مدينة تورينو أو ميونخ.
المواجهة 38 بين إيطاليا وألمانيا والعقدة التاريخية
تحمل المباراة المقبلة بين المنتخبين الإيطالي والألماني الرقم 38 في تاريخ لقاءات الفريقين التي بدأت قبل نحو 100 عام وتحديداً في العام 1923 من خلال مباراة ودية فاز بها الأتزوري (3-1).
وعلى الرغم من أن الفريقين تبادلا الانتصارات في مجمل المباريات الودية التي لعبوها، شكلت إيطاليا عقدة تاريخية للمنتخب الألماني في المناسبات الرسمية، حيث فشل المانشافت في تحقيق ولو انتصار واحد (قبل العام 2022).
وكانت أولى المواجهات التي جمعت الفريقين في البطولات الكبرى من خلال مونديال (تشيلي 1962)، حيث تعادل الفريقان سلباً، قبل أن تحقق إيطاليا الفوز في نصف نهائي مونديال 1970 بنتيجة (4-3) بعد وقتين إضافيين في المباراة التي أطلق عليها اسم (مباراة القرن).
وتكرر اللقاء في مونديال 1978 حيث تعادلا سلباً مرة أخرى، وبعد أربع سنوات التقى المنتخبان في ملعب سانتياغو برنابيو في نهائي كأس العالم 1982 لتحديد المنتخب الأوروبي الذي سيظفر باللقب العالمي الثالث ويعادل رقم البرازيل، وحينها قاد النجم دي روسي منتخب إيطاليا للفوز (3-1).
التعادل كان سيد الأحكام في المواجهتين الرسميتين التاليتين من خلال بطولة يورو 1988 التي استضافتها ألمانيا ويورو 1996 التي أقيمت في إنجلترا.
وبعدها بعشر سنوات، فطر المنتخب الإيطالي قلوب مشجعي منتخب ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2006 من خلال هدفي فابيو غروسو وأليساندرو دل بييرو في الدقيقتين 119 و120 من عمر المباراة ليبلغ المباراة النهائية في برلين.
وبعد ست سنوات عاد المنتخب الإيطالي ليفوز على نظيره الألماني في ربع نهائي يورو 2012 بهدفين لهدف على الرغم من أن الأتزوري كان قد شهد اعتزال معظم لاعبيه النجوم.
نهاية العقدة
بوادر انتهاء العقدة التاريخية لاحت من خلال يورو 2016 عندما تجاوز منتخب ألمانيا نظيره الإيطالي في ربع نهائي يورو 2016 بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله، علماً أن المباراة تعتبر (تعادلاً في سجلات الفيفا).
وبعد ست سنوات التقى المنتخبان مجدداً في منافسات البطولة المستحدثة (دوري الأمم الأوروبية) وحينها تعادل الفريقان (1-1) في ملعب ريناتو ديلا آرا بمدينة بولونيا، قبل أن ينجح المنتخب الألماني أخيراً بقيادة مدربه (هانز فليك) في وضع حد للعقدة التاريخية الإيطالية بانتصار ساحق بلغ (5-2) في ملعب بوروسيا بارك في مدينة مونشنغلادباخ، حيث تقدم المانشافت أولاً بخمسة أهداف نظيفة عن طريق كيميتش وغوندوغان ومولر وتيمو فيرنر (الذي سجل هدفين) قبل أن يقلص منتخب إيطاليا بقيادة المدرب روبرتو مانشيني بهدفين شرفيين عبر غرونتو وباستوني.
اللافت أن منتخب إيطاليا الذي شكل عقدة تاريخية لنظيره الألماني بات يبحث اليوم عن أول انتصار له في مباراة ودية أو رسمية منذ عام 2012، حيث خسر ثلاث مباريات وتعادل في مثلها.
إصابات ووجوه جديدة
تشهد صفوف المنتخبين غياب عدد من الأسماء البارزة بداعي الإصابة، حيث سيعاني المنتخب الألماني بقيادة مدربه الشاب يوليان ناغلسمان من غياب كل من الحارسين مانويل نوير وتير شتيغن، الأمر الذي سيجعله يعتمد على ألكسندر نوبل حارس مرمى شتوتغارت أو أوليفر باومان حارس هوفنهايم، علماً أن كلا الحارسين لم يلعبا للمنتخب الأول أكثر من مباراتين دوليتين.
كما يغيب عن صفوف المانشافت كل من فلوريان فيرتز وكاي هافيرتز وألكسندر بافلوفيتش، وهو ما جعل ناغلسمان يستدعي عدداً من اللاعبين الجدد أمثال لاعب إنتر ميلان الإيطالي يان بيسيك.
ويعول مشجعو المنتخب الألماني على خبرة لاعبي خط الدفاع والوسط في قيادة منتخب ألمانيا للانتصار أو الخروج بنتيجة إيجابية أمام الطليان في ميدانهم قبل مباراة العودة، وينتظر أن يعتمد ناغلسمان على روديغر وجوناثان تاه كقلبي دفاع على أن يعود كيميتش (قائد الفريق) لمركزه الأساسي المحبب (الظهير الأيمن) وديفيد راوم (لاعب لايبزغ) في مركز الظهير الأيسر.
وفي خط الوسط ينتظر أن يزج ناغلسمان بخمسة لاعبين وفي مقدمتهم الثلاثي موسيالا وغوريتسكا وليروي ساني.. على أن يبدأ بدنيز أونداف (لاعب شتوتغارت) وحيداً في خط المقدمة.
بالمقابل، فإن قائمة منتخب إيطاليا ستشهد غياب فيديريكو ديماركو (الظهير الأيسر لفريق الإنتر) بينما تبدو بقية الصفوف مكتملة، حيث يحضر كل من دوناروما في حراسة المرمى وباستوني وكالافيوري وكامبياسو ودي لورينزو وأودودجي في خط الدفاع، في حين ينتظر أن يشارك كل من باريلا وفراتيسي وكاسادي في خط الوسط، على أن يقود هجوم الفريق كل من بوليتانو وراسيبادوري وريتيغي.