أوزيل يغادر أرسنال.. من الرابح ومن الخاسر؟

2022-10-11 09:55
أوزيل يخوض تجربة جديدة مع فنربخشة التركي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انتقل اللاعب الألماني مسعود أوزيل من أرسنال الإنجليزي إلى فنربخشة التركي بعد قرابة ثمان سنوات قضاها اللاعب الألماني داخل أسوار ملعب الإمارات وذاق مع فريقه طعم البطولات (ثلاثة ألقاب في كأس إنجلترا ومثلها في بطولة الدرع الخيرية) وتقاسم معه حلاوة الفوز ومر الهزيمة.

دخل أوزيل ملعب الإمارات برتبة نجم فوق العادة فقد كان في عداد الجيل الذهبي للمنتخب الألماني صاحب برونزيتي مونديال جنوب إفريقيا وبطولة الأمم الأوربية في بولندا وأوكرانيا قبل أن يتوج باللقب العالمي في مونديال البرازيل عام 2014 وهو لاعب نادي أرسنال  وكرر إنجاز اللقب القاري ببرونزية البطولة التي استضافتها فرنسا 2016، كما حقق مع فريقه ريال مدريد الإسباني البطولات الثلاث المحلية الدوري وكأس الملك والسوبر المحلية. أغنى مسعود أوزيل سجله بالبطولات في أعوامه الثلاثة الأولى مع المدفعجية محليا ودوليا وكان من أعمدة الفريق الأساسية زمن الفرنسي آرسين فينغر.

وبعد تسلم الإسباني أوناي إيمري دفة الفريق اللندني حاول الاعتماد على إرث فينغر وحاول التغيير التدريجي لكنه لم ينجح ولم تنجح المجموعة، ومع وصول الإسباني الآخر ميكل أرتيتا لقيادة أرسنال هبت عواصف المشاكل مع اللاعب التي انطلقت شرارتها بعد صورة جمعت أوزيل (صاحب الأصول التركية) مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكان الهجوم الألماني والتشهير على اللاعب الذي سارع إلى إعلان اعتزاله اللعب الدولي بسبب عدم شعوره بالدعم من المنتخب والقائمين عليه. وجاءت تصريحات اللاعب ذات الطابع السياسي بشأن الوضع داخل الصين لتضع حدا لعلاقات الدفء بين اللاعب وإدارة أرسنال التي تحدث عن خسائر اقتصادية هائلة جراء تلك التصريحات شرق القارة الآسيوية.

طبعا أن تملك لاعبا بإمكانيات أوزيل ولا تجلسه على دكة البدلاء كحد أدنى بل وترفعه من القوائم المحلية والأوروبية أمر يثير الاستغراب خاصة في هذا الوقت الذي يحتاجه الفريق في عملية البناء أكثر من أي وقت نظرا لخبرته وقدراته الكبيرة. وهي نقطة بعيدة عن الإيجابية في خانة المدرب أرتيتا المهنية، فمعظم النقاد رأوا أن المدرب تعامل مع لاعبه بناء على توصية إدارية لا علاقة لها بإمكانيات اللاعب الرياضية، وهذا الأمر حمل طابعا سلبيا أيضا لفريق محترف بوزن أرسنال حيث أبقى لاعبا كبيرا أكثر من عشرة أشهر لاعب في الفريق وفي الحقيقة هو خارج أسوار النادي.

شخصيا من أشد المؤيدين لإبعاد الرياضة عن السياسة وعدم التداخل بينهما لكني مؤمن بأن الرياضة دائما ما قدمت زخما لتحسين العلاقات السياسية وبين تأيدي وإيماني بخط رفيع لا يُحكم بالمطلق بل بكل حالة على حدة، ويؤكد ذلك تصريح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس وإن كان يحمل طابع المزح بأن الحديث عن انتقال  أوزيل إلى تركيا أكثر حساسية من الحديث عن اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وإن كان موقف أوزيل قاسيا على النادي فكان الأجدر التعامل معه بطريقة أفضل من باب الرأي الشخصي، وبدل من البحث عن تعويض لخسائر النادي شرقي آسيا عاقبت إدارة أرسنال نفسها بمنع اللاعب من تأدية مهمامه واستمرت بدفع رواتبه الكبيرة جدا، ويتقاضى اللاعب 350 ألف جنيه أسبوعيا وهو من أصحاب الرواتب العالية في الدوري الإنجليزي.

هل أخطأ مسعود أوزيل بترك واحد من أقوى الدوريات العالمية وانتقاله للدوري التركي مع كل الاحترام والتقدير، سؤال ستكون الأيام كفيلة بالإجابة عليه، لكن بكل تأكيد أن انتقال اللاعب بغرض اللعب وإعادة لمساته السحرية هو عين الصواب، أما اذا كان الانتقال بهدف الانتقام من منتقديه بسبب الصورة مع الرئيس التركي فقط، فإن أوزيل أول الخاسرين. من جانب آخر لا يختلف اثنان أن أرسنال أزاح عن كاهله ثقلا ماديا كبيرا خاصة في أيام صعبة بسبب كورونا بعد الموافقة على انتقال مسعود مقابل التخلي عن راتبه الذي يبلغ سبعة ملايين جنيه إسترليني حتى نهاية الموسم، لكن خسارة لاعب بهذه القيمة أكبر من أن تعوض.

شارك: