أهلي القاهرة.. الواقع والآمال

2023-03-15 13:56
صورة للاعبي الأهلي المصري (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بخماسية لهدفين نجح ماميلودي صن داونز الجنوب الأفريقي في إسقاط زعيم القارة السمراء النادي الأهلي المصري أمام جماهيره الغفيرة التي ارتدت ألوان “البرازيليين” اللقب المحبب للفريق الجنوب أفريقي وكانت كافية لدخولهم مدرجات الملعب مجانًا، وصبهم جام ضغطهم على الفريق المصري الذي ظهر تائهًا في الرحلة إلى جنوب القارة مستقبلًا للأهداف من الوصول بسلاسة خلف المدافعين أو من التسديدات بعيدة المدى.

فاز ماميلودي بأسلوبه المعروف “بتلميع الحذاء وأسلوب البيانو” وهو أسلوب مشتق من التيكي تاكا الإسبانية عبارة عن السهل الممتنع، وهو تعبير إيطالي ومفهوم يتضمن بناء اللعب من الخلف والتمرير بدقة عبر المساحات الضيقة واللعب بثقة والحفاظ على الهدوء أثناء الهجوم على المنافس.

ويرجع الفضل في تلميع الأحذية وأسلوب البيانو لمدرب صن داونز السابق تشابالالا، والذي التقط فكرة الأسلوب الفريد خلال زيارته لإيطاليا وتحديدًا من ميلان ويوفنتوس.

‏ولكي تكون فلسفة أساطير النادي الجنوب أفريقي ناجحة فقد تطلب هذا الأسلوب اللاعبين الذين يمكنهم تنفيذ الفكرة عندما تم تبنيها لأول مرة.

في جانب آخر كان البرازيليون قد تعاقدوا منذ عام مع الدانماركي فيلب بيلينغ كمدير رياضي، وكان يعمل مع نادي تشيلسي الإنجليزي لتسع سنوات، كما أن المدرب السابق للأهلي موسيماني من الأشخاص الذين تتلمذوا على هذه المدرسة.

أردت أن أسوق كل هذه المعلومات لأوضح أن فوز صن داونز لم يكن صدفة أو اعتباطًا بل عملية مدروسة وتم العمل فيها منذ فتره لا بأس بها. في الجانب الآخر يعاني الأهلي المصري من عدة إشكاليات بعض منها لا بأس به خارج الملعب.

الدوري المصري على فريق كالأهلي أصبح مرهقًا ومستنزفًا لمجهود لاعبي الفريق محدود الخيارات المميزة مع كولر المحاصر بطموحات كبيرة مستمرة.

لم يطور الأهلي خيارات التعاقد مع المحترفين في السنوات الأخيرة، من وجهة نظري يفوز الأهلي في أفريقيا؛ لأنه كان يمتلك لاعبين محليين على مستوى عالٍ، وعدا التونسي علي معلول، فإن بيرسي تاو وديانغ عاديان، بينما ما يزال الجزائري القندوسي في بدايته.

لكن أين برونو سافيو؟!.. هل اختفى في زحام القاهرة؟!

اكتشاف اللاعبين المحترفين أصبح علمًا متطورًا بحاجة لمختصين، وهذا ما لا يمتلكه الأهلي كما أن خيارات المحليين لدى الفريق لم تعد مميزة مثل سابقاتها.

في كل الحالات سينافس الأهلي نفسه أولًا قبل أن ينافس صن داونز وهلال السودان حين يتوجه إلى الكاميرون للفوز -ولا غيره- على القطن ثم ينتظر خدمات صن داونز الذي سيسعى لتجاوز الهلال في أم درمان، ثم سيخوض أمام الهلال قمة لا تقبل أنصاف الحلول في القاهرة بنهاية مثيرة لصراع هذه المجموعة، وسنكون سعداء بالفائز بها في كل الحالات.

ولكن حالة الأهلي المصري، مهما كانت النتيجة التي ستؤول إليها الأمور لدى القاطنين بجوار برج الجزيرة، فإن ما حصل هذا الأسبوع عليه أن يوقظ فيهم أهمية وضع أصبعهم على الجرح الحقيقي والذي من خلاله يستطيعون استعادة عافيتهم، وذلك يحتاج إلى مجهود وافر خارج أرضية الملعب قبل داخله.

شارك: