أنا صانع الفتنة!!

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-31 13:59
أرشيفية- من مباراة سابقة بين الأهلي والزمالك (AlAhly.SC)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

هل ستشجع الأهلي المصري أم الوداد المغربي في نهائي دوري الأبطال الأفريقي؟

سؤال وجهه مقدم برنامج رياضي في فضائية مصرية للتونسي فرجاني ساسي، لاعب الزمالك المصري السابق والمحترف في الدحيل القطري، وبدون تردد قال النجم التونسي لن أشجع الأهلي.

واقعة أجبرتني على العودة بذاكرتي إلى أكتوبر 2016 عندما كنت ضيفًا أسبوعيًا في برنامج رياضي على قناة "صدى البلد" الفضائية المصرية برفقة الزميل الناقد الرياضي الزملكاوي، أحمد الخضري، الذي يشاركني في كتابة مقالات أسبوعية هنا على موقع "winwin.com" وكانت أول فقرة حوارية من نوعها تجمع بين ناقدين "أهلاوي وزملكاوي".

وفي إحدى الحلقات سألني مقدم البرنامج، الدكتور عمرو عبد الحق، رئيس نادي النصر القاهري الحالي، هل تتمنى فوز الزمالك على صن داونز الجنوب أـفريقي في نهائي دوري الأبطال الأفريقي؟

بدون تردد أجبته بالنفي، وبررت له إجابتي وأخبرته بأن فوز الزمالك في اللقب القاري يقرب الفارق بين الفريقين إلى لقبين فقط، وكان الأهلي وقتها توج باللقب 8 مرات قبل أن يزيد غلة ألقابه إلى 10، والزمالك 5 ألقاب وما زال.

وركزت على نقطة تقليل الفارق فقط وتأثيره مستقبلًا على لقب نادي القرن الجديد في أفريقيا، وبررت أيضًا وقتها رغبتي -بكوني أهلاويًا- في أن يظل الأهلي وحده هو النادي المصري الوحيد المشارك في كأس العالم للأندية، واحترم مقدم البرنامج وزميلي الزملكاوي وجهة نظري دون أي خلاف أو امتعاض.

المهم، بعد انتهاء الحلقة، فوجئت بعاصفة من الهجوم على شخصي عبر كل منصات التواصل الاجتماعي بعدما تعمد معلق كروي "زملكاوي" تحريف تصريحي واتهمني بصناعة فتنة، كوني أول ناقد رياضي يكشف حقيقة مشاعره وأمنياته على الهواء مباشرة بعيدًا عن التصريحات التي اعتادها الجميع حتى لو كانت عكس حقيقة أمنياته.

وتحول الأمر إلى مادة حوارية جدلية في كل البرامج الرياضية لفترة طويلة، وتعرضت لهجوم عنيف، وحتى اليوم يضرب بي المثل في صناعة الفتنة، لا سيما من جانب الإعلام الزملكاوي الذي ما زال يقسم حتى يومنا هذا بأنني قلت حرفيا "أفريقيا.. يا صن داونز" في إشارة إلى دعمي للفريق الجنوب أفريقي على حساب الزمالك وهذا لم يحدث.

 ورغم أنني خرجت مرارًا وتكرارًا لأوضح وجهة نظري، ولكن كما يقولون "سبق السيف العذل"، ولكن اللافت أن ما قلته قبل 7 سنوات يردده الآن نجوم الأهلي والزمالك القدامى، وأصبح الأغلبية يكشفون عن نواياهم الحقيقية.

ومؤخرًا اعتاد لاعبان سابقان في الزمالك بالظهور في القنوات الفضائية يتمنيان هزيمة الأهلي أفريقيا، بل وصل الأمر إلى أن أحدهما تعهد بذبح عجل إذا ما خسر الأهلي، والآخر خسر الرهان وحلق شعره كاملًا أمام الكاميرات.

 والأمر ليس ظاهرة إعلامية مصرية فقط بل ظاهرة عالمية، وكثيرًا ما رصدت تصريحات لنجوم ريال مدريد لا يتمنون فوز "البرسا" بأي بطولة قارية أو عالمية والعكس، وهناك نجم الأفريقي التونسي الذي تمنى فوز الأهلي في فريق أبناء جلدته الترجي، دون أن يتم اتهامه بالخيانة العظمى.

والمدهش وقتها هو خروج نقاد رياضيين كبار، سنًا ومقامًا، ينتقدونني وأكدوا أنه من الخطأ والجرم أن يكشف ناقد رياضي عن انتمائه الكروي، وأن الانتماء يجب أن يكون "سري حربي"، ونسوا وتناسوا أن شيخ النقاد الرياضيين الراحل عبد المجيد نعمان كان يترأس القسم الرياضي بجريدة "الأخبار" متزامنًا مع رئاسته لمجلة النادي الأهلي.

وكذلك ناصف سليم كان يترأس القسم الرياضي في جريدة "الجمهورية" وكان عضوًا في إدارة نادي الزمالك، مرورًا بمحمود معروف الذي ترأس القسم الرياضي في "الجمهورية" متزامنًا مع تقلده منصب عضو مجلس إدارة في نادي الزمالك، وغيرهما.

وفي النهاية استيقظت من كابوس "صانع الفتنة" الذي طاردني لسنوات، على واقع عجيب ومضحك، وهو أن من كانوا حتى الأمس القريب يهاجمونني ويؤكدون ويشددون عبر منابرهم الإعلامية أن كشف الناقد الرياضي عن انتمائه الكروي جريمة، انتشروا فيما يشبه الغزو لقناتي ناديي "الأهلي والزمالك" متفاخرين ومتباهين بانتمائهم الأزلي المدفون للأحمر والأبيض، ويتمنون علنًا سقوط المنافس ويسخرون منه.

ويبقي السؤال: هل سقطت عني التهمة؟ أم سقطت الأقنعة والمزاعم الكاذبة أمام إغراء الكاميرات والأموال؟

شارك: