أشرف حكيمي من اللعب في الشوارع إلى النجومية والأضواء

2022-12-09 11:30
أشرف حكيمي نجم المنتخب المغربي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يهرول النجم العالمي "أشرف حكيمي" نحو أمه بعد كل نجاح للمنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022 ليقبّل رأسها ويديها؛ إذ يدرك نجم "أسود الأطلس" التضحيات التي قدمتها والدته حتى يُصبح هذا النجم العالمي الذي يُشار إليه بالبنان.

يعتبر أشرف حكيمي أحد أفضل الأظهرة في العالم بمسيرة رائعة خطّها باللعب في الشوارع، ليلفت أنظار نادٍ محلي قبل أن يصبح النجم الأول في الأندية الأوروبية الكبرى بدءاً من ريال مدريد وصولاً إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.

قصدت أسرة أشرف حكيمي مدريد مع طفلين "نبيل ووداد" شقيق وشقيقة أشرف الذي ولد بعد الوصول إلى خيتافي وتحديداً يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1998، حيث حافظت عائلته على ذات التقاليد الأسرية المغربية المنتمية لأصولها حتى بعد الهجرة إلى إسبانيا، ليرث أشرف الانتماء، وجسّده واقعاً عندما أصر الطفل الذي أضحى مشروع نجم عالمي عندما بات شاباً يافعاً، على اللعب للمنتخب المغربي، رافضاً مُغريات الانضمام للمنتخب الإسباني.

حتى جاء اليوم الذي شرّف فيه مع رفاقه من أسود الأطلس، الشعب المغربي والشعوب العربية بتحقيق أشبه بمعجزة كتبت تاريخاً جديداً للمشاركات في كأس العالم بعد الوصول إلى ربع نهائي مونديال قطر، فأضحى المنتخب المغربي واحداً من أفضل 8 منتخبات في العالم، وما زال في فصول القصة ما قد يُروى.

قمّة الوفاء كانت عندما روى أشرف نفسه قصة كفاح أبيه وأمه، معتبراً خلال لقاء تلفزيوني حينما كان لاعباً في بروسيا دورتموند الألماني، أن ما بات عليه الآن من نجومية، ما هو إلا نتائج تضحياتهما.

اللعب في الشوارع

تقول تفاصيل قصة مسيرة أشرف، أنه بدأ اللعب في الشوارع، ليلفت أنظار نادٍ محلي مُتواضع هو "كولينا أوفيغفي" بعمر 8 سنوات، قبل أن يرصده الكشّافون وينقلونه إلى فئات ريال مدريد ليجري اختبارات نجح فيها، وصار لاعباً في أكاديمية الريال، وبالصدفة كان أشرف مهاجماً يقلّد كريم بنزيما وغونزالو هيغواين، قبل أن يتحوّل إلى ظهير أيمن، فتحول إلى تقليد البرازيلي مارسيليو الذي صار قدوته بعد ذلك.

لعب أشرف في فريق الشباب بالريال قبل أن ينتقل إلى الفريق الرديف "كاستيا" ليجد الفرصة في الالتحاق بالفريق الاحتياطي للريال، حيث تم ضمه إلى معسكر الفريق الأول للموسم الجديد في الولايات المتحدة، ولعب أول مباراة له يوم 29 يوليو 2016، في اختبار وديّ ضد باريس سان جيرمان، قبل أن يعود بعد ذلك إلى الرديف، ليسجّل الظهور الرسمي الأول مع "كاستيا" في 20 أغسطس 2016 أمام ريال سوسييداد.

وكان لأسطورة الريال والمدرب السابق زين الدين زيدان دور في الظهور الرسمي الأول لحكيمي في الدوري الإسباني عندما أشركه أساسياً أمام إسبانيول في 1 أكتوبر 2017، وفي ديسمبر من العام نفسه أصبح اللاعب المغربي أول لاعب عربي يُسجّل بقميص ريال مدريد في مباراة الفوز 5 -0 على إشبيلية، ليحقق بعد ذلك مع الريال لقب دوري الأبطال ثم السوبر الأوروبي والسوبر الإسباني وكأس العالم للأندية.

اللحظة الفارقة

وجاءت اللحظة الفارقة في حياة أشرف حكيمي بعدما استُدعي للمنتخب المغربي ليحقق حلم العائلة، ويدون أول مشاركة دولية في 11 أكتوبر أمام كندا، ثم سجّل هدفه الدولي الأول في 1 سبتمبر 2017 في مرمى مالي، ثم شارك في كأس العالم 2018 في روسيا وظهر في المباريات الثلاث لأسود الأطلس وقدّم مستوى راقياً لفت أنظار الأندية الأوروبية، ليتلقى عرضاً من بروسيا دورتموند الألماني، لكن الريال أصرّ على أن تكون الصفقة عبارة عن إعارة مع أحقية الشراء.

وفي دورتموند قدّم حكيمي نفسه بطريقة رائعة وأسهم في صناعة 3 أهداف في مباراة واحدة لأول مرة في مسيرته بأداء مذهل ضد أتلتيكو مدريد في أول ظهور له في دوري أبطال أوروبا مع الفريق الألماني، وسجّل ثنائية ضد سلافيا براغ مدوناً أول أهدافه في البطولة الأوروبية.

لكن الأهم كانت تلك الثنائية الأخرى في مرمى الإنتر الإيطالي ليقلب تأخر بروسيا إلى فوز، وهو الأمر الذي ربما كان من بين أسباب خطب الإنتر ودّ النجم المغربي الذي انتقل بالفعل إلى الدوري الإيطالي في يوليو 2020، بعقد مدته خمس سنوات، وصفقة قدّرت بحوالي 40 مليون يورو إلى جانب 5 ملايين أخرى كإضافات، ليسهم بفوز الإنتر بلقب الدوري الإيطالي الذي غاب عن النادي سنوات طويلة.

وبعد الظهور الرائع مع الإنتر انتقل حكيمي إلى صفوف نادي باريس سان جيرمان ضمن سلسلة تعاقدات كبيرة كان من ضمنها الأسطورة الأرجنتينية ميسي وقائد الريال السابق راموس والحارس الإيطالي دوناروما، حيث وقّع حكيمي عقداً يمتد إلى عام 2026 بصفقة قدّرت بأكثر من 60 مليون يورو.

قصة حكيمي تستحق أن تُدرّس، مثل الكثير من قصص النجاح التي عادة ما تولد من رحم المُعاناة، ويبقى أجمل فصولها هو ذاك الوفاء خصوصاً بعد الإنجاز الأخير بقيادة أسود الأطلس إلى مجد تاريخي بالعبور إلى ربع النهائي وعلى حساب منتخب إسباني جاء للمونديال مرشحاً فوق العادة للظفر باللقب، على أمل أن يتحوّل الأمر إلى ما هو أشبه بالإعجاز لو وصل المنتخب المغربي إلى نصف النهائي على حساب البرتغال في الموعد المحدّد بين المنتخبين السبت المقبل.

شارك: