أسباب تدعو الأهلي للحلم في مواجهة بايرن ميونيخ

2021-06-08 09:01
الأهلي المصري يستعد لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني في نصف نهائي كأس العالم للأندية (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ساعات قليلة تفصل الأهلي المصري وجماهيره الغفيرة عن مواجهة بايرن ميونيخ الألماني، في مباراة مُزمع إقامتها على أرضية ملعب "أحمد بن علي" بمدينة الريان، ضمن منافسات الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم "قطر 2020".


ويعتقد كثيرون أن تجاوز بايرن ميونيخ وحجز مقعد في المباراة النهائية يُعد بمثابة المهمة "شبه المستحيلة" على بطل إفريقيا، خاصة مع امتلاك العملاق البافاري لترسانة من أبرز اللاعبين حول العالم، وتحت إمرة فنية للألماني هانز ديتر فليك، والذي تمكن من قيادة "إف سي هوليوود" للتتويج بخمسة ألقاب، منذ خلافته نيكو كوفاتش بمنصب المدير الفني للفريق، بدايات شهر نوفمبر/تشرين الثاني للعام قبل الفارط 2019.

ولم يتمكن الأهلي من تجاوز الدور نصف النهائي في مشاركاته الخمس السابقة بمونديال الأندية، مع اكتفائه بتحقيق المركز الثالث والتتويج بالميدالية البرونزية عام 2006 كأكبر إنجاز لنادي القرن الإفريقي بالبطولة، ومع ذلك، تؤمن شريحة من جماهير "الشياطين الحمر" بقدرة فريقها على تقديم مباراة "تاريخية" في مواجهة بايرن ميونيخ، بعيدا عن حسابات التأهل للقاء الختامي.


لقد أنجز الأهلي مهمته الرئيسية في النسخة الـ 17 لبطولة كأس العالم للأندية، بعد تجاوزه عقبة الدحيل القطري بالدور الثاني وتأهله للمربع الذهبي للمرة الثالثة في تاريخه، ومن ثم أصبح "المارد الأحمر" قادرا على التعامل مع مباراتيه المتبقيتين دون ضغط، وكأنها دعوة صارخة للحلم.


ولا يزال ذلك المشهد داخل غرفة ملابس منتخب مصر لكرة اليد، عقب التعادل أمام سلوفينيا بآخر مباريات دور المجموعات الرئيسي لبطولة العالم 2021 وضمان ترشح الفراعنة لمواجهة الدنمارك، حاملة اللقب، بالدور ربع النهائي، حاضرا في أذهان الكثيرين، مع توكيد المدرب الإسباني روبرتو غارسيا باروندو على أهمية الحلم في كتابة التاريخ.


وقدمت مصر مباراة ملحمية في كرة اليد أمام الدنمارك، مع فرضها التعادل على أصدقاء القائد ميكيل هانسن خلال شوطين أصليين و4 أشواط إضافية، وقد بدا الفراعنة في طريقهم لتحقيق الفوز، قبل أن يحسم "أحفاد الفايكينغ" المواجهة لصالحهم بفارق رمية ترجيحية واحدة.


والآن، ربما حان الوقت للاعبي الأهلي كي يكرروا التجربة ويستفيدوا من سلاح الحلم الفعال قبل مواجهة مُنتظرة ضد أبطال أوروبا، وفي ذلك 5 أسباب.


الدافع الكبير


يملك الأهلي دافعا كبيرا قبل صدامه المُرتقب مع بايرن ميونيخ؛ سيما وأن تأهلا للمباراة النهائية على حساب بطل أوروبا، وإن تحقق، سيمثل إنجازا، يضع هذا الجيل من اللاعبين في مكانة خاصة، وسيُخلد أسمائهم في تاريخ كرة القدم العالمية.


ومثلت فرصة الاصطدام ببايرن عاملا مُحفزا للأهلي في مباراته الأخيرة ضد الدحيل، ولن يكون المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني مُضطرا لمنح لاعبيه أي جرعات حماسية قبل مواجهة بطل ألمانيا التاريخي.


في المقابل، يملك بايرن ميونيخ دافعا كبيرا ورغبة جمة في تخطي عقبة الأهلي وما يليها؛ للظفر بالكأس وحصد اللقب السادس بعد 5 ألقاب تُوج بها أصدقاء المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي على مدار العام الميلادي الماضي 2019.


ويسعى بايرن لتكرار إنجاز تاريخي مُدون باسم برشلونة من خلال حصده للقب السادس، ومع ذلك، يمكن للأهلي أن يزيد دوافعه بقدر قوة المنافس ورغبته في استكمال مشواره صوب منصة التتويج.


النتائج التاريخية


تُوج بايرن ميونيخ بثلاثة ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا خلال سبعينيات القرن الماضي، وقد سافر ذلك الفريق الظافر إلى العاصمة المصرية القاهرة لمواجهة الأهلي في مباراة ودية، آلت نتيجتها إلى انتصار المحليين بهدفين لواحد.


وكرر بايرن مواجهته الودية للأهلي مرتين، الأولى عام 1984 والثانية عام 2012، مع تحقيقه الفوز 2-1 في كلتا المباراتين، وربما يعني ذلك امتلاك بطل مصر لقدرة حقيقية على مجابهة القوة البافارية خلال حقب مختلفة ومتباعدة.


الجماهير


سيكون الأهلي مدعوما بأكثر من 12 ألف مشجع في مباراته المُرتقبة ضد بايرن ميونيخ، وهي مزية مُتوقع أن ترفع من حظوظ الممثل العربي في مناطحة الخصم.


ويستمد الأهلي جزءًا كبيرا من قوته عبر استماع اللاعبين لأهازيج المدرجات، وقد رأينا ذلك الأثر الإيجابي في مباراة الدحيل الأخيرة، حيث اكتست الدوحة باللون الأحمر وسط أجواء حماسية للغاية من الجماهير المتعطشة لمشاهدة فريقها المُفضل.


موسيماني


كثيرا ما يُجيد موسيماني في خوض المباريات الكبيرة، مع امتلاكه القدرة على التعامل النفسي مع اللاعبين والتقدير الجيد لأوراق المنافس.


وحظي موسيماني بشهرة كبيرة في إفريقيا بسبب طريقته الذكية في التعامل مع المباريات الصعبة، وقيادة فريقه لتحقيق إنجازات غير متوقعة، على غرار تجربته الناجحة للغاية رفقة مامليودي صن داونز الجنوب إفريقي.


ويبدو موسيماني من المدربين المُحبذين للعب الهجومي وتهديد مرمى الخصوم بطرق مباشرة، وفي ذلك إمكانية لاستغلال المساحات الشاغرة خلف دفاعات بايرن ميونيخ والاستفادة من نقاط الضعف بالخط الخلفي للفريق الألماني.


مشكلات يعانيها بايرن


يُصنَف بايرن ميونيخ على كونه الفريق الأفضل والأكثر قوة في عالم كرة القدم، ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل ذلك التراجع الملفت في الأداء العام لنجم الجنوب خلال الأشهر القليلة الماضية.


وتعرض بايرن لهزيمة ثقيلة، بأربعة أهداف لواحد، في مواجهة هوفنهايم، خلال شهر سبتمبر/أيلول الفارط، مع نجاحه في الحفاظ على نظافة شباكه مرة واحدة فقط خلال 18 مباراة متتالية بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين.


وتجرع بايرن مرارة الخسارة في الدور الثاني لكأس ألمانيا، أمام أحد الفرق المنطوية لدوري الدرجة الثانية، وقد اكتفى بفوز غير مقنع على هرتا برلين المتعثر، ببطولة الدوري المحلي، قبل ساعات من سفره الشاق إلى العاصمة القطرية الدوحة.


ولاقى بايرن صعوبات كبيرة في السفر إلى الدوحة، واضُطر الفريق للاحتجاز داخل الطائرة لمدة 7 ساعات؛ بسبب تأخر موعد الإقلاع، وهي حادثة تسببت في خلق أجواء سلبية بمحيط البعثة، وانتقد على إثرها أولي هونيس، الرئيس الشرفي للنادي، سياسات بعض المسؤولين عن حركة الملاحة الجوية في ألمانيا.


ويفتقد بايرن جهود لاعبي الوسط ليون غوريتسكا وخافي مارتينيز؛ بسبب إصابتهما بفيروس كورونا المُستجد، إلى جانب حارس المرمى البديل ألكسندر نوبل، والذي يعاني من إصابة حديثة في الكاحل.


وربما يغدو هانز فليك مُضطرا للبحث عن تشكيلة من لاعبين غير مُرهقين لمواجهة الأهلي، مع انتهاء مباراة هرتا برلين في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، وصعوبة استعادة الأساسيين لكامل لياقتهم البدنية في غضون يومين وبعد رحلة سفر مُجهدة من العاصمة الألمانية إلى ميونيخ، ومنها إلى مطار حمد الدولي.

هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في هذه القناة https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.

شارك: