آسف جدًا.. لاعبون بين أنياب السماسرة وأضراس الوكلاء!

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-29 14:33
خورخي مينديز وكيل أعمال البرتغالي كريستيانو رونالدو يلازمه في السراء والضراء (Annoukhba)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يظهر أن الأمر كذلك استناداً إلى المعطيات الراهنة، وهذا هو الواقع إن أردنا الحقيقة وإن بدا قاسياً ومقلقاً ومفجعاً بدليل، ولكن لأن هناك قراءات وآراء وتصورات عدة وصلت إلى قناعة بأن المشهد يتبلور ويسير إلى صورة مظلمة لما قد يحدث من تداعيات وأحداث، وهي مرحلة فاصلة يعيشها عالم كرة القدم الآن حرفياً على خلفية المتغيرات في عوالم الكرة، ومليئة بتحولات واستحقاقات مختلفة عما واجهته العديد من أندية كرة القدم في المغرب، وخاصة مع بعض الوكلاء، وسماسرة يتقنون ركوب أمواج التعاقدات مع اللاعبين والأجهزة الفنية.

ورغم تسليمنا بعدم وجود حقيقة مطلقة في رؤية وتحليلات الإعلاميين ذوي الاختصاص، وليس (المُهَرجين)، فإن القراءة لهذا الشخص أو ذاك لا تبقى سوى حقيقة نسبية.

ولعل ما يرسخ هذا الشعور هو استقراء الأسباب، بمعنى أنه حين العودة لجذور الإشكالية نجد اختلال توازن العديد من الأندية المغربية وسقوطها ضحية في أيدي لا ترحم، وبالرغم من تصدي الاتحاد المغربي لهؤلاء المتسللين لمهنة الوكلاء، وتنظيمها للمهنة وضربها بيد من حديد على كل المتسللين لهذه المهنة؛ لكن أنشطتهم لم تتوقف.

فمهنة وكلاء لاعبي كرة القدم باتت "ورماً خبيثاً" يهدد كرة القدم المغربية، وذلك لانتشار حالات يغلّب فيها بعض الوكلاء مصالحهم ومنافعهم المالية الشخصية الضيقة على مصالح موكّليهم من اللاعبين والأندية في أثناء صفقات الانتقال، ما يتسبّب بتبعات سلبية على قطاع الناشئين في الأندية المغربية، وكذلك على مسار احتراف اللاعبين الموهوبين خارج المغرب.

 ونحن نتتبع "بورصة" المحترفين في الأندية المغربية؛ إذ بنا نقف على أرقام مهولة، فثمة لاعبون وقعوا عقودًا احترافية هي بمثابة فرصة العمر بالنسبة لهم، مع أنهم لا يتمتعون بأي قدرات فنية خاصة.

في المقابل توقفنا مليًا أمام أندية خدعت نفسها بـ "التورط" في صفقات سرعان ما اعترفت بفشلها، والأمثلة في هذا السياق أكثر من كثيرة.

وبتتبع خيوط اللعبة لاح في الأفق خيط من ضوء أنار دهشتنا حين أوصلنا إلى (قبيلة السماسرة) ممن ظهروا في سماء كرة القدم في السنوات الأخيرة، وأصبح لهم حضور وتأثير كبيران في عمليات استقطاب اللاعبين بعد تنامي ظاهرة الاحتراف الرياضي ورواج بورصة اللاعبين ودخولهم في عمليات تعاقد كبيرة من حيث القيمة المالية، حيث أصبحت الحاجة ماسة إلى وكلاء يرعون حقوقهم ويحافظون على مكتسباتهم من خلال شركات معتمدة لها كيانها الرسمي، ما شجع العديد من السماسرة على الدخول في هذا المجال من الأبواب الخلفية معتمدين على السمسرة السريعة مقابل عمولة وينتهي دورهم عند هذا الحد، ما خلق العديد من المشكلات بين الأندية واللاعبين، هذه المهنة التي تلاعب مريدوها بمئات الملايين من الدراهم التي تنفقها الأندية المغربية على محترفيها مرتين كل عام، اتهامات طفت، وأقاويل طغت عن سماسرة باتوا يشكلون مصدر قلق للأندية عبر المساهمة في رفع أسهم اللاعبين إلى أقصى رقم، إما بالتحريض أو التسويق بطرق غير قانونية.

ولأن اللاعبين أس السوق وأساسه، بدأنا بتقليب أوراقهم وتوقفنا على الكثير من أسطرها، تلك الأسطر التي حملت في طياتها العديد من الحروف المتنافرة والكلمات المتقاطعة التي تباينت في كل شيء إلا في الاتفاق على تسمية الوكلاء بالسماسرة، وأحيانًا بـ «لوبي» قوي قادر على التأثير على مصير اللاعبين، مستمدين قوتهم من ضعف الهيكلة الرياضية لدى غالبية الأندية؛ لأن للوكيل مهام أكبر، أهمها الدور الذي يقوم به في حياة اللاعب، من تسويق له وتحمل لكافة أعبائه داخل الملعب وخارجه، والعمل على تهيئته نفسيًا، كما هو الحال في الأندية الأوروبية، ما يفسح المجال أمام اللاعب للتفرغ لمهنته الأساسية على أرض الملعب.

واللافت -حتى لا ننسى- كذلك معاناة الوكلاء المحترفين مع الدخلاء على السمسرة (خفافيش الظلام) في عمليات بيع وشراء وانتقال اللاعبين ما يعني فسادًا في منظومة الاحتراف، وحتى السيطرة على سوق السماسرة أمر صعب في ظل الانفتاح الحالي في عالم كرة القدم؛ حيث الدخلاء الذين ينخرون جسد الرياضة فهناك أندية من الصعب أن تتعامل مع الوكلاء الرسميين فقط لأنها تحاول الحصول على مكاسب، وبالتالي الحلول الأخرى -ويتم اللجوء إلى السماسرة- ستكون سهلة بالنسبة لتلك الأندية لأن هناك المبلغ فوق الطاولة، والآخر تحتها.

ظهرت على السطح الكثير من المهاترات الخاصة بوكلاء اللاعبين وعملياتهم السلبية تجاه اللاعبين أو الأندية؛ لذلك حكمة نقولها في الحياة عامة وكرة القدم خاصة: "أعقد المقارنات.. ثم أضحك من المفارقات".

دعونا ننظر إلى حالنا الرياضي في عصر الوكلاء، ثم أعقبها بنظرة تتبع هذا وذاك في أوروبا، وانظروا لكم المفارقات والمضحكات.. وعن سبب ذلك يا عزيزي فلا تسأل.

في إسبانيا هناك مبنى كامل، ومنظمة لها اسمها، ولها أفرادها وموظفوها ومديروها وخططها من أجل لاعب واحد هو رأس مال الشركة وأملها في تحقيق النجاح في مجال التسويق الرياضي.

هذا المبنى بجميع موظفيه يهتم بهوية لاعب عملاق أمام العالم الرياضي كله بأنديته ومنظماته وشركات الإعلان والمستثمرين كطرف جل اهتمامهم في ذلك المبنى عليه فقط، إنه رونالدو.

الاحترافية في دور الوكيل الرياضي أوروبيًّا وعالميًّا، وعن مقابله عربيًّا، يمكننا أن نسود الصفحات تلو الصفحات.. فهناك يكون وكيل اللاعب منظمة تسويقية كاملة، وعندنا يكون الأب أو الشقيق أو الجاهل بعالم الوكالة الرياضية هو المتحدث الرسمي للاعب، فأي تسمية نطلقها عليهم!

فالوكيل لا يقتصر عمله على تسويق اللاعب لموسم، وجني الأرباح من اللاعب وكفى، كما لو كان اللاعب عقارًا يتم المتاجرة به حتى يتم شراؤه بل الأمر يتعدى ذلك ليشمل عدة مصطلحات ومفاهيم، منها الاستمرار مع اللاعب، وتعزيز هويته الإيجابية لدى المجتمع، وتسويقه بالشكل السليم، والمحافظة على الهوية الإعلامية والاحترافية، وسمعة اللاعب، فلا يزج باسمه في صفقات وهمية تشوه اسمه وتهدد مسيرته الاحترافية.

شارك: