2020.. العام الأبرز في محاربة الرياضيين لآفة العنصرية

تحديثات مباشرة
Off
2023-04-05 13:17
لاعبون حاربوا العنصرية بأشكال مختلفة
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سيقف التاريخ طويلا عند العام الميلادي 2020، ذلك العام الذي كان شاهدا على أحداثٍ خطيرة من شأنها أن ترسم صورة جديدة لعالمنا البشري في سنوات طويلة قادمة.


لقد تعرضت المجتمعات الإنسانية لجائحة فيروس كورونا المستجد، التي أجبرت الدول قاطبة على فرض حالات من العزل والانغلاق، وفرضت تصورا جديدا خاصا بترتيب القوى العالمية، والكيفية المثلى لتعامل الإنسان الحديث مع حقيقة كونه إنسانا قبل أي شيء آخر.


في واقع الأمر، لم يقتصر المشهد على تداعيات وتعامل حكومات بعينها مع أزمة الفيروس التاجي، لكنها تعدت ذلك لتفرض استفهاما، متعلقا بنظرة الإنسان نفسه للآخر، وكيف تغلغلت العنصرية داخل كثيرين منا، حتى تسببت في جرائم قتل... قتل بدم بارد.


لقد فجر مقتل المواطن الأمريكي ذي الأصول الإفريقية، جورج فلويد على يد شرطي أبيض، خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار الماضي، ثورة غاضبة تردد صداها في ولايات مختلفة ومدن كثيرة تبعد آلاف الكيلومترات عن ولاية "مينيسوتا"، حيث وقعت جريمة القتل.


هنا، بدا العالم أكثر تحررا من ذي قبل، رغم أزمة كورونا وقيودها، وقد شارك رياضيون كثر في حملاتٍ اجتماعية استهدفت إيصال رسائلهم الرافضة لما حدث، ومؤكدة أهمية التعامل بسامية أكبر مع الآخر، كل الآخر، بعيدا عن لونه، موطنه أو ديانته.


في البداية، استغل رياضيون مشهورون امتلاكهم أعدادا كبيرة من المتابعين في حساباتهم بمواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، للتأكيد على رفضهم المطلق لأفكار العنصرية والتمييز العرقي باختلاف أشكالهما، ما عزز من الرفض العام لتلك الآفة التي استشرت مع مرور الوقت وصارت تهدد أي تمدن أخذ العالم في التغني بالوصول إليه على مدار سنواتٍ مضت.

لكن المشاهد الأكثر بروزا ربما، في سلسلة رفض رياضيين كثر للأفكار العنصرية، تمثلت في مواقف حاسمة اهتزت لها أوساط الجماهير ووسائل الإعلام. وقد أقدم نجوم عالميون على أخذ دور البطولة بمشاهد بدت مشرفة حقا، مناهضة بدورها لآفة العنصرية.


نعم، سيقف التاريخ طويلا عند العام 2020، سيقف عند كل شيء، بما يتضمن كيف كافح هؤلاء الرياضيون الأبطال لتخليص العالم من عنصرية بعض قاطنيه، وما يترتب عليها من جرائم، شأنها أن تلقي بالجميع إلى ما لا تحمد عقباه.


حتما، سيكتب المؤرخون كثيرا عن السائق البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم في سباقات "فورمولا 1"، الذي لم يتوان عن إظهار تضامنه مع أشخاص تضرروا من العنصرية، حيث جثى على ركبتيه قبل كافة سباقات الموسم الرياضي 2020، وهي الحركة التي بدأها كولين كايبرنيك، لاعب كرة القدم الأمريكية، خلال مباراة إعدادية عام 2016، تنديدا منه بوحشية الشرطة.


وتحمل حركة الجثو على الركبتين إشارة ودلالة واضحتين على رفض العنصرية، وقد استخدمها لاعبون كثر في رياضات مختلفة، للتعبير عن موقفهم الرافض لأشكال الآفة غير الحميدة، على غرار الفرنسي ماركوس تورام، لاعب كرة القدم في دوري الدرجة الأولى الألماني، والذي فعل الأمر نفسه أياما قليلة عقب مقتل فلويد، في مشهد لاقى تفاعلا جماهيريا كبيرا.


بدورها، أظهرت اليابانية نعومي أوساكا، لاعبة التنس الأرضي الشهيرة والفائزة مؤخرا بلقب أمريكا المفتوحة "فلاشينغ ميدوز"، رفضا صارخا لأشكال العنصرية والتمييز العرقي.

وقامت أوساكا بارتداء قناع واقٍ يحمل أسماء من تضرروا من العنصرية وعنف الشرطة، قبل كل المباريات التي خاضتها في حملة فوزها بلقب أمريكا المفتوحة، كما أعلنت انسحابها من الدور نصف النهائي لبطولة "سينسيناتي" لتنس الأساتذة، بعد إطلاق الشرطة الأمريكية الرصاص على جيكوب بليك، رجل من ذوي البشرة السمراء، في مدينة كينوشا الواقعة بولاية ويسكونسن.


وأكدت أوساكا رفضها خوض مباراة الدور نصف النهائي، تنديدا منها بموقف الشرطة غير الإنساني مع بليك، وكتبت عبر حسابها الشخصي بمنصة "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "قبل أن أكون رياضية فأنا امرأة سوداء".


وربما يكون موقف أوساكا هو ما دفع منظمي البطولة، التي أقيمت هذا العام في ملاعب "فلاشينغ ميدوز" بمدينة نيويورك بدلا من سينسيناتي؛ بسبب وباء كورونا، لتأجيل المنافسات كافة لمدة يومٍ كامل، حيث قررت اللاعبة المولودة لأم يابانية وأب من هاييتي، أن تستكمل المسابقة؛ إذ بلغت المباراة النهائية، قبل انسحابها بداعي الإصابة.

وفي الولايات المتحدة أيضا، وتحديدا في منتجع "ديزني وورلد" القريب من مدينة أورلاندو، كان ميلووكي باكس، فريق كرة السلة الذي ينتمي جغرافيا لولاية "ويسكونسن"، قد أطلق شرارة للاحتجاج، ضد العنف الشرطي، بعد إطلاق النار على جيكوب بليك.


وقاطع لاعبو باكس مباراتهم في أول الأدوار النهائية الإقصائية أمام أورلاندو ماجيك، ما أجبر رابطة البطولة على إرجاء 5 مباريات أخرى، على مدار يومين.


ولم تكن المواقف الرافضة لأشكال العنصرية قاصرة على بطولة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين وحسب، بل شمل ذلك إيقاف المنافسات في رياضات أخرى، على غرار دوري البيسبول.

شارك: