لماذا نمارس الرياضة؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-04-11 22:45
يمارس أغلب الشباب رياضات خطرة على الرغم من ارتفاع نسبة الإصابات فيها
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سنين طويلة ومشهد إصابة البرازيلي إدواردو يطرق بابي.. يأتيني بابتسامته النزقة، في كل مباراة تشتد فيها مقصلة الالتحامات... يتأجج الصراع اليومي، هل أكمل؟ فهي مجرد مباراة! أم أرضخ لضيفي وأحول المشهد؟

فضلت هنا أن أشير كما تفعل السوشيال ميديا "أعزائي.. تم حجب هذا المحتوى بسبب تصنيفه عنيفا، هل ترغب بالمواصلة ومشاهدة الفيديو؟".. لكن لن أفعل! فذلك لن يغير شيئا..


لعلي أضخم الأمور! فاللاعب حتما خضع لجولات علاج متتالية وناديه لم يتخل عنه، كما أنه واصل لعب الكرة لـ 10 أعوام تقريبا بعد إصابته، وكوّن ثروة معقولة. لكن قضيتي ليست اللاعب نفسه.. ما أفكر به، كيف يمكن لأي منا أن يضحي بنفسه لأجل شيء يحبه؟

حياة وردية

في مشهد مماثل لكن أكثر إيلاما.. يحوم في أذني صوت ارتطام رأسه بعارضة المرمى الحديدية في شوارع حينا.. في العشرين من عمره انطلق "عماد" مسرعا نحو كرة هوجاء تجاوزت رؤوس خصومه، لكن حلمه المتواضع رفض مواصلة دربه وانسحب بعد أجزاء من الثانية..

لوهلة أسكت دم عماد وترنحه جميع الحاضرين.. لحظة أخرى صرخنا فيها طلبا للمساعدة.. جاء المسعفون وعالجوا رأسه، ووالد عماد يستشيط غيظا.. يرتجف ويقول: "ألف مرة قلتله بكفي فوتبول".

مسعف يجيبه: "اتركه.. إنه يفعل ما يحب".

ليست الرياضة تلك التفاصيل الوردية التي نراها في حياة النجوم.. عشرات آلاف اللاعبين وأصحاب الموهبة، يغلق باب مسيرتهم يوميا بسبب إصابة أو ظروف قاهرة، ليواجهوا بعدها حقيقة أنهم خسروا فترة شبابهم وبناء أنفسهم دون فائدة.. ومع ذلك تراهم يتصيدون الفرصة كلما حانت، لتلقّي جرعة من رياضتهم المفضلة.


حسنا، لنفترض أن الرياضة صارت كأي مهنة، أعدّ فيها نفسي جيدا لدخول سوق العمل، وأمامي خياران؛ نجاح أو فشل، لكن نسبة الفشل في الرياضة ترتفع إلى 99.9 بالمئة، فلماذا نرى عشرات آلاف الرياضيين يوميا؟

لأننا نفعل ما نحب ونؤمن به!

تعرض لارتجاج حاد في الرأس وعانى ليالي طوالا، لكنه عاد سليما. شهر عقب الحادثة.. أزقة الحي تضج مجددا بإصابة البطل كما لو أن الإصابة منذ ساعات قليلة، لكن الخبر ليس الإصابة نفسها.. عماد في الملعب وأمام العارضة الحديدية نفسها ينادي زملاءه ليمرروا الكرة إليه من فوق رؤوس خصمهم.. لم يمض شهر على الإصابة.. كيف عاد؟ ولماذا؟

"فِعلُ ما نحب" يكلفنا أحيانا فواتير ضخمة، فهل فعلا يستحق الأمر هذه التكلفة؟ 

عندما تفعل ما تؤمن به وتحبه، تتوقف حسابات المخاطر والفوائد، ولا يعود للمنطق مجال لتعكير صفوك. إدواردو ورغم خطورة الدوري الإنجليزي لم يتوقف عن اللعب.. وعماد عاد ليسجل من نفس اللقطة التي سقط فيها مصابا.. وشعوب آمنت وخرجت ضد جلاديها رغم تكدس مرتزقة الأمن بوجهها.. ثمّة تفاصيل كثيرة في حياتنا نتجاوز فيها حدودنا، ونفعل ما يظنه آخرون مستحيلا.. نفعله لسبب واحد فقط، إيماننا وحبنا له.

شارك: