شمعة القرن للصحافة الرياضية

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-07-02 14:12
-
آخر تعديل:
2023-07-02 14:42
الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية يقترب من إكمال 100 عام على تأسيسه (twitter/AIPSmedia)
إياد الصالحي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تُوقِدُ أسرةُ الصحافة الرياضيّة في العالم، الأحد 2 يوليو/تموز، شمعة القرن بمناسبة يوم تأسيسها التاسع والتسعين، في ظلِّ تحوّلات كبيرة شهدتها مسيرتها العتيدة منذ انبثاق أول لجنة تنفيذية لاتحادها الدولي في خلال مُنافسات دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفية الثامنة عام 1924 في العاصمة الفرنسيّة باريس.

احتفال عالمي كبير مهيب لرموز الصحافة الرياضيّة في جميع الدول الـ 160 المنضوية للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بأعضاء يصل عددهم إلى أكثر من 9500 عضو، يقودهُم الإيطالي جياني ميرلو لولاية خامسة تنتهي في أكتوبر عام 2026.

وتماشيًا مع القطاعات الحيويّة في المُجتمعات الدوليّة، كالصحة والتعليم والأمن لتحصينها من الخروق المُدّمرة للشعوب، وللمُحافظة على تقاليد كُلّ دولة في كيفيّة تأمين الحياة الكريمة لها، دأب قطاع الصحافة الرياضيّة بهيكلِهِ التنظيمي النقابي والمُنظّمات المؤسَّسَة للدفاع عن حقوق المُنتمين إليه، على إرساء قواعد أساسيّة تُقوِّي العلاقة بين الصحفي الرياضي واتحاده المهني من جهة، وتُنمّي شراكته الوطيدة مع مؤسّسات الرياضة وأبطالها من جهة أخرى.

وإذا ما سلَّمنا بأمر الفوارق الثقافيّة والأدوات الاحترافيّة وأساليب العمل وبيئة ممارسة الصحفي في أوروبا عن عالمنا العربي، ومدى تأثيره في النتائج لإصلاح الواقع الرياضي المُستهدَف، نجد أن هناك هوّة كبيرة يُصعب تقلصيها، برغم مرور ما يُقارب 100 عام على تأسيس الصحافة الرياضيّة العالميّة!

في مؤتمر التزكية الأخير في روما، أكتوبر 2022، تحدّث رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضيّة جياني ميرلو عن التحديات الكبيرة التي تواجه الصحافة الرياضيّة، قائلًا: "إننا نُحارب ما نمرُّ به من مواجهة الأخبار الكاذبة، وأزمات العالم المُختلفة. نحن بحاجة إلى البقاء مُتّحدين لبناء جسور الثقة، إننا مُستقلون تمامًا عن بقية العالم، وآمل أن تكونَ هذه بداية حُقبة جديدة؛ لدراسة شيء جديد عن الجيل القادم من الصحفيين. مهنتنا تتغيّر بوتيرة سريعة؛ لكن المبادئ ليست كذلك! الشيء الوحيد الذي يتغيّر هو الأدوات لتحقيق أهدافنا، وعلينا أن نواصلَ عمليّة الابتكار هذه. لهذا السبب، آمل أن نبدأ حقبةً جديدةً".

الجيل القادم من الصحفيين الرياضيين هُم أكثر ما يُشغِل دول العالم، فماذا فعل العرب لتهيئة مناخ عمل صحيّ، وأفكار متجدِّدة، ونظام أساس مُستقلّ وضامِن لحقوق وواجبات حديثي الولادة المهنيّة؟

إن احتفاءَ الصحافة الرياضيّة برجالها ونسائها، شبابًا وروّادًا، ينبغي ألّا ينتهي بتبادل رسائل التهنئة، وإلقاء خطابات الأماني المُكرَّرة منذ أعوام خلت، واستذكار أدوار المُضحّين في دربها الطويل، بل يُكرّس منهجًا جديدًا في مجابهة التحديات التي كشف عنها الرئيس ميرلو، وفي مقدّمتها مُحاربة الكذب، كونه لا يقتصر بحدود الإعلام المُنحرف عن أداء رسالته الصحفية، بل دأب بعض مسؤولي الرياضة على تضليل الجماهير بوعود لا قيمة لها، منهم مَن تستَّر وراء برنامج رياضي أو صحفي يُطبّل له ويُبيّض وجهه في أسوأ مواقفه التي تتجلّى حقيقة فشله في ضبط انفعاله مع نفسه قبل أن يسقطَ بسلوكٍ مشينٍ مع زملائه لا ينفع معه التبرير ولا الندم ولا دموع الجلسرين؛ لكسب تعاطف المُشاهدين!

وكذلك مُحاربة الفساد، من المصاعب التي تواجه الصحفيين الرياضيين في أثناء كشفهم خيوطه في متابعات جريئة ومُعزّزة بالوثائق، بدليل أن الكاتب وثلّة من الزملاء المؤمنين برسالة المهنة، قد تعرّضوا إلى التهديد العلني ببيانات مكاتب الرياضة التنفيذية للشكوى ضدّهم لدى القضاء لمُجرّد طرح تساؤلات عن أسباب الهدر المالي في أنشطة وفعّاليات في غير محلّها لا يُناسب مردودها الفني المبالغ المُخصّصة! 

أو تساؤل أحّد الصحفيين: لماذا التستّر على حيازة رئيس اتحاد شهادة علميّة مزوَّرة؟ وكيف يبقى مسؤول إداري أخفق في صناعة بطل أولمبي طوال عشرين عامًا في رئاسة اتحاد لعبته من دون منح الفرصة لعشرات الأكاديميين من ذوي الخبرة؟ 
هل يجوز تهميش صحفيين متمرّسين عن مرافقة وفود رياضيّة في مهام قاريّة كبيرة، ويتمُّ اصطحاب مُنسّقين إعلاميين لم يُكملوا سنّ الرُشد المهني بعد؟

الصحافة الرياضيّة في العراق أنموذجًا لكلّ ما تناولناه سلفًا، برغم جهود اتحادها في محاولة إصلاح ما أفسدهُ الانفلات في حُريّة الرأي ما بعد تغيير النظام السياسي عام 2003، وتأثير ضغوط الأحزاب السياسيّة على مُمارسة العمل الصحفي بشكل عام من خلال اتكاء بعض مسؤولي الاتحادات الرياضيّة عليها، وعدم خضوعهم للتقييم الفني والإداري من جمعيّاتهم العموميّة مثلما تُوْجِِب الأنظمة الأساسية، ما يجعل عمل الصحفي الرياضي كأنه يحرثُ في البحر!

نقول لجميع الزملاء: يومٌ بهيجٌ للنفس أن يخلُد أحدكم مع نفسه، وهو يُقلّب صفحات مسيرته راضيًا عمّا عمله للوطن، وما ينتظرهُ من أعمال أخرى، فالحياة المهنيّة تمنحهُ بدايات جديدة كُلّما ضاعت منه الفرص والمحاولات في تغيير سلبيّات الشريك (الرياضي) وحثّه على تدارك صناعة المجد الأولمبي بالتدريب، وصِدق العلاقات، واحترام النقد المُلتزم كدافعٍ للردِّ بإيجابيّة كبيرة في البطولات.

شارك: