إبراهيم حمدتو يقهر المستحيل

الإصرار والتحدي والعزيمة، هذا ما يميز المصري إبراهيم الحسيني حمدتو، لاعب تنس الطاولة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي قهر مصاعب الحياة ونجح في المضي قدما نحو قمة الإنجاز الرياضي.

تعرض حمدتو لحادث أليم في عمر العاشرة، سقط تحت القطار وأُجبِر على بتر يده، وعلى الرغم من صعوبة الموقف، فقد بدأ التعايش مع حالته وعاد تدريجيا للحالة العامة، خرج من تحت الرماد، وبدأ البحث عن سبيل للإبداع في عالم الرياضة، استهوته تنس الطاولة؛ فتدرّب على التقاط المضرب بفمه وأسنانه واللعب بشكل مذهل؛ وهذا أثار من يتابعونه.

في مثل هذه المواقف تعرض "للتنمر" من قبل شخصٍ طلب منه الابتعاد عن اللعب والبحث عن شيء آخر يناسبه، فما كان من حمدتو إلا أن تحدّاه وتفوق عليه، على الرغم من براعة ذلك الشخص. ليستمر إبراهيم في سبر أغوار هذا الطريق الصعب حتى تمكن من المشاركة في بطولة إفريقيا لذوي الاحتياجات الخاصة، ونال ميدالية شرفية عام 1991.

يتدرب حمدتو مع فريق الحرية في مدينة بورسعيد، ونجح في المشاركة في بطولات إفريقيا عامي 2013 و2014، وحقق في الثانية فضية البطولة التي منحته بطاقة التأهل لدورة الألعاب البارالمبية في ريو دي جانيرو 2016. لفت حمدتو أنظار العالم لما قدمه من أداء مشرف ولتلك الطريقة الفريدة التي يلعب بها دوناً عن غيره.

أدرك حمدتو ما تعنيه الإعاقة؛ فأنشأ جمعية "الحياة" للمعاقين حركياً بدمياط في العام 2011، وتعمل الجمعية في المجالين الرياضي والاجتماعي، كوّن فيها فريقاً لكرة الطاولة، وتمكن من تحقيق المركز الثاني في الدوري الممتاز لموسم 2012 - 2013، كما شكل فريقاً لكرة الطائرة، وصعد للدوري الممتاز موسم 2013- 2014 بعد موسمين بالدرجة الأولى.

تقدم الجمعية مساعدات لذوي الإعاقة من أعضائها؛ إذ وزّعت أكثر من أربعين كرسي متحرك، كما ساعدت عدداً من الأسر الفقيرة بتوزيع ملابس وأدوات مكتبية بداية العام الدراسي، إضافة إلى توفير احتياجات رمضان للأسر المحتاجة، بجانب تنظيم رحلات وبرامج ترفيهية لأعضاء الجمعية.