ناهيا أبو خليل... مصنفة أولى حتى بعد الاعتزال

2021-06-08 09:01
ناهيا أبوخليل شعلة نادي برمانا التي لا تنطفىء (winwin)
Source
+ الخط -

عندما تقلب صفحات تاريخ رياضة التنس في لبنان تستوقفك محطات وتمر أمام ناظريك صور لأبطال وبطلات قبضوا بيد على مضرب خشبي وكتبوا بالأخرى أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الصفراء ، ناهيا أبوخليل ابنة برمانا الرابضة على تلال خضراء شرقي بيروت وبطلة لبنان السابقة واحدة من هؤلاء. 

كانت النجمة الخلوقة أبو خليل تأبى إلا أن يكون اسمها في قمة التصنيف المحلي ، فقلما نجد بطولة لم تلعب فيها دورا محوريا في المنافسه على الألقاب والفوز بها ليقترن اسمها بالبطولات منذ كانت فتاة يافعة.

تعرفها الملاعب بفنياتها العالية ونفسها الطويل وصبرها تحت أشعة الشمس الذهبية، لا ترى في الفوز إلا نتيجة عابرة ولا تعتبر الخسارة إلا حافزا على بذل المزيد من العطاء ، تماماً كالغبار المتطاير عندما يداعبه هواء الملاعب الترابية.

صنعت ناهيا ابو خليل اسمها بنفسها في فترة عرفت فيها رياضة التنس أياما ذهبية بعد الحرب الأهلية، وفرضته بإرادتها الصلبة بين نجمات جيلها من أمثال تانيا زيتوني وسوزان السيد دون أن ننسى النجمة الراحلة مايا حجار منافستها في نهائي بطولة لبنان مطلع تسعينيات القرن الماضي.

كما كان لها صولات وجولات في فئة الزوجي المختلط مع النجم السابق كريم علايلي وقد شكلا ثنائيا لا يقهر في الدورات التي كان يستضيفها لبنان وتوقفت اليوم بصورة قسرية.هي توأم البطولة، لا تخشى صعود القمم ولا أسماء المنافسين، وعندما تحدثتُ معها بعد غياب قسري عن لبنان لأكثر من عقدين من الزمن، كانت ناهيا تمارس رياضة تسلق الجبال والسير بين تضاريس الطبيعة اللبنانية الغناء، تموه عن نفسها في زمن القهر الذي يعيشه وطنها وتتنفس حب الرياضة والحياة.

بعد اعتزالها واصلت أبو خليل الاهتمام بالناشئين والناشئات تحثهم على تقبل الخسارة كما الفوز والابتعاد عن كل الآفات الاجتماعية، ولم تنقطع حتى اليوم عن ممارسة التنس فهو بالنسبة لها حكاية عشق  وأسلوب حياة لم تنل منها السنوات.

وصارت ناهيا أبو خليل فيما بعد مديرة لأنجح الدورات المحلية وهي دورة برمانا، ومن هناك كان جمال الأداء يمتزج بروعة المكان، وكانت ناهيا تحتفل بتتويج الأبطال المحليين بالميداليات والكؤؤس.

وانتخبت مؤخرا  للمرة الثانية في العقد الأخير عضوا مستشارا في الاتحاد اللبناني للتنس برئاسة أوليفر فيصل لتصعد قمة أخرى علها تحقق على الصعيد الإداري ما ثمنته للتنس اللبناني عندما كانت لاعبة رغم العقبات التي وقفت بوجه الرياضة اللبنانية في الفترة الأخيرة.

أبو خليل رئيسة اللجنة الفنية في اتحاد التنس اللبناني استضافت موقع winwin على ملاعب تنس برمانا وقالت في حديث حصري إن التنس المحلي يمر اليوم بأصعب أيامه وأكدت أن الأمل يبقى حاضرا رغم كل الأزمات التي تحاصر الرياضة في لبنان .

واعتبرت أن الاتحاد يحاول بث الأمل في نفوس اللاعبين وينتظر أن تمر هذه الفترة السوداء لإعادة الحياة إلى ملاعب التنس الفارغة، وتحدثت أبو خليل عن دورة برمانا "الماسية "لهذا العام  والتي تعتبر من أنجح وأقدم الدورات في لبنان بشيىء من الأمل وقالت: "يجب أن تبقى برمانا محط الأنظار محليا وعربيا"، مؤكدة أن "الحافز يبقى موجودا لاستمرار هذه الدورة متوهجة رغم كل العقبات"

أبوخليل التي تؤمن أن كل شىء يحدث لسبب ما تقول إن أهم محطات حياتها يوم توجت بلقب بطولة لبنان عام ثلاثة وتسعين ويوم تم تعيينها مديرة لدورة برمانا للتنس تقديراً لمسيرتها وجهودها في خدمة التس اللبناني. 


وفي ختام حديثها شددت أبو خليل التي تشغل منصبا إداريا آخر وهو منسقة برنامج advantage all" " في لبنان من قبل الاتحاد الدولي للتنس على أن المساواة بين الجنسين في عالم الرياضة يجب أن تشمل كل القطاعات الفنية والإدارية ولا تقتصر فقط على الجوائز المالية في الطريق نحو رياضة تتماشى أكثر مع الروح والقيم الأولمبية وما يجب أن ترسو عليه مبادىء العدالة الاجتماعية.

شارك: