مستقبل ريال مدريد .. بين الأمل والواقع
مع مغادرة زيدان و العودة غير المنتظرة للإيطالي كارلو آنشيلوتي لمقعد تدريب ريال مدريد، تظهر العديد من التساؤلات و علامات الاستفهام حول مستقبل زعيم القارة العجوز و كبير إسبانيا، سواء على المدى القريب وشكل موسمه المقبل بعد موسم صفري، أو حتى على المدى البعيد من حيث المشروع.
الإجابة ببساطة: لا يعلم ذلك سوى الله، فكرة التعاقد مع آنشيلوتي تعطي الانطباع بأن الإدارة تريد تسيير المرحلة بأي طريقة كانت، مشروع بناء الفريق رياضياً ليس هو صاحب الأولوية بقدر ما هو المشروع الاقتصادي المتمثل بالبيرنابيو الجديد و محاولة التخلص من أعباء أزمة كورونا، فكان الاختيار هو مدرب مسالم لن يخلق المشاكل في غرفة الملابس في حال عدم تلبية طلباته، مدرب مستعد ليسير بالمركب مهما كان عدد الثقوب في أرضيتها.
في ظل ذلك، لا يمكن التنبؤ بشكل موسم الريال المقبل على الأقل فما بالكم بشكله على المدى البعيد، ما زالت الكثير من الأمور معلقة بين أسماء وازنة قد تغادر و أسئلة بلا إجابات حول تعويض الراحلين من حيث الجودة و العدد، هل سيحصل كارلو على تدعيمات حقيقية تحسن من عمق التشكيلة وخياراتها ؟! هل سيتحقق حلم الحصول على مبابي أو هالاند مثلاً ؟! أم سيبقى الفريق يحارب بسيف كريم لوحده ؟!
الصيف سيكون حافلاً، والتوقع الآن بنجاح المهمة أو فشلها هو ضرب من الخيال، لكن لو حاولنا قراءة المؤشرات الحالية فسنجد بأن الأمور ليست مبشرة، فلا يبدو بأن الإدارة مستعدة لفتح الخزائن وإلا لكان المدرب الآن هو كونتي وليس آنشيلوتي، وبالتالي فإن التحسن الكبير عما قدمه الفريق الموسم الماضي ليس بالأمر الهين، المدريديستا يأملون ذلك بالتأكيد لكن ما نيل المطالب بالتمني، الحقيقة إن زيدان قدم ما يشبه المعجزة بالبقاء في المنافسة حتى الأمتار الأخيرة محلياً وقارياً، بل الخشية من أن تكون الأمور أكثر سوءً إن لم تحدث ثورة، والمؤشرات تقول بأنها لن تحدث إلا بعد العودة إلى البيرنابيو بحلته الجديدة !
إذن .. لا تنتظروا الكثير من ريال الموسم القادم على الأقل .. لكن العودة إلى القمة لن تطول !
